رِفْقاً بِالصِغَارِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع اليوم مهم جدا جدا ..
وهو علاقة الاطفال بالمساجد..
يعتبر المسجد من اهم الاماكن الاساسية لتربية الاطفال .. فالمسجد هو المدرسة الاولى للمسلم ..
ففيه يتعلم تعاليم واحكام الاسلام.. الذي هو منهاجه في الحياة ..
والانسان لا يمكن ان يتعلم او يحب ان يتعلم ما يكرهه ..
والطفل بطبعه لا ينتبه او يهتم الا بما يحبه ..
لذا فلابد للطفل ان يحب المسجد لكي يرتبط به ..
ومن ثم يتعلم الاسلام ..
اذن تعال تخيل معي انك طفل في السادسة من عمره ..
يدخل المسجد ..
فرحا ..
يريد ان يقلد الكبار ..
يريد ان يستكشف ماذا يفعل الكبار بالمسجد ..
يريد الصلاة ..
يقف بجوار المصليين ..
يسمع الامام يتلو القرآن بصوت خاشع ..
ينصت محاولا استيعاب ما يسنعه او مراجعا ما يحفظه ..
يفاجأ بيد غاضبة تسحبه من قفاه لتدفعه الى مؤخرة المسجد ..
يخضع ويقف في مؤخرة الصفوف ..
تنتهي الصلاة ..
يقابل الصبي احد اقرانه ..
يتكلم معه ..
يفاجأ بمن يزأر صارخا بهم أن يتوقفوا عن الكلام و (بلاش قلة أدب) ..
وربما ينتهي الامر بطردهما من المسجد ..
يتكرر الامر كل صلاة ..
وكل يوم ..
يرتبط المسجد بعدها في ذهن الصبي بالزعيق و الصراخ ..
بل وبالضرب و القسوة ..
يحدث احيانا ان يلعب الصبي في المسجد متاثرا بروح الطفولة ..
مما يضايق المصليين ..
و ينتهي الامر ايضا بطرد الاطفال من المسجد ..
يحدث ايضا ان يمتنع الاب عن اصطحاب ابنه الى المسجد مقتنعا انه ليس مكانهم الطبيعي بل مكانهم هو الحضانة او البيت او الشارع ..
الم يسمع الحديث الذي رواه البخاري عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه"..
فوجود الاطفال بالمسجد امرا طبيعيا ..
وكذلك ما رواه البخاري عن عبد الله بن عباس قال: "أقبلت راكبًا على حمار أتان؛ وأنا يومئذٍ قد ناهزت الاحتلام، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس بمنى إلى غير جدار، فمررت بين يدي بعض الصف فنزلت وأرسلت الأتان ترتع ودخلت في الصف فلم ينكر ذك علي"..
ماذا يحدث اذا قام احد الائمة في عصرنا الحالي بالصاة وهو يحمل طفل صغير يضعه وهو يركع او يسجد ثم يحمله وهو قائم ؟
الن يقال عنه مجنون و سيستبعده الناس من الامامة في الصلاة ؟
هذا ما رواه البخاري و مسلم عن أبي قتادة الذي قال : "خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم وأمامة بنت العاص على عاتقه فصلى فإذا ركع وضعها وإذا رفع رفعها"..
صلوات ربي وسلامه عليك يا رسول الله ..
تعال تخيل انك امام تؤم الناس في الصلاة تسجد ..
فياتي طفل صغير فيعتلي ظهرك ..
يركب فوقك ..
كم من الحرج ستشعر به ؟
هل ستشعر انه تم اهانتك ؟
ثبت في السنة الصحيحة ( أن الحسن ركب على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، وتأخر النبي صلى الله عليه وسلم في السجود وقال: كرهت أن أقوم من السجود حتى يقضي نهمه من الركوب ) والحديث أخرجه أحمد والنسائي وابن أبي شيبة والحاكم من حديث شداد بن الهاد رضي الله عنه بسند صحيح ..
اخواني واخواتي ..
آبائي وامهاتي ..
دعوا الاطفال بالمسجد ..
دعوهم يتعلموا بالمعايشة ..
قمت بتصميم بسيط لتلك الافكار وساقوم باذن الله بلصقها بالمساجد ..