أسامة غريب
الوزير الفنان أحمد أبو الغيط والفنان عادل إمام وجهان لعملة واحدة، ويتحدثان بلسان واحد هو علي الأرجح لسان العصفور. والعصفور الذي يتحدثان بلسانه يجيد القيام بدور الأسد علي الشقيق الضعيف ويتصنع الخرس عندما يأتي استحقاق مواجهة العدو الشرس.
سبق لأحمد أبو الغيط أن توعد بأن يكسر رجل أي فلسطيني يعبر الحدود إلي داخل مصر وهو الذي لم يفتح فمه والطيران الإسرائيلي يدك رفح المصرية، والآن يطلق وعوده ويعلن رفض مصر استقبال أي قوافل إغاثة إلي غزة مستقبلاً!. المضحك في تصريح الحاج أحمد أن هذا هو موقف مصر الطبيعي طوال الوقت ولم يطرأ عليه أي تغيير! أم تراه يريد أن يقنعنا بأن طريق قافلة شريان الحياة كان مفروشاً بالحرير لكن سلوك جالاوي الشرير هو الذي جعل مصر تسحب حنانها الاستراتيجي؟.
والأستاذ عادل إمام شاهدته بالأمس في التليفزيون يرغي ويزبد ويتوعد الأعداء وهو يتحدث عن الشهيد المصري الذي قضي علي الحدود في رفح وعن وجوب الثأر له!
بالطبع كلنا نريد أن نثأر للشهيد المصري ولا نريد لدمه الزكي أن يضيع هدراً. لكن عندما يأتي هذا الكلام من عادل إمام فإننا من الصعب أن نصدقه..لماذا؟ لأن الأستاذ الذي يحلو لصهبجيته أن يلقبوه بالزعيم كانت لديه بدل الفرصة عشرة لينصب نفسه ملكاً للأشاوس.. منها عندما قتل جندي إسرائيلي حقير الطفلة سماح نايف داخل حوش بيتها في رفح المصرية منذ شهور برصاصة في الرأس، ومع ذلك ضيع الفرصة لأن صوته علي ما يبدو كانت به بحة فلم نسمعه، وكانت لدي أبو الغيط أيضاً نفس البحة!. وقبل مقتل سماح بشهرين قامت إسرائيل بإطلاق النار داخل الحدود المصرية فأردت جنديين مصريين، ووقتها لم نسمع صوت الزعيم الذي تحلي بالحكمة وغلب صوت العقل ومثله فعل الوزير الفنان أحمد أبو الغيط. وخلال السنوات الخمس الأخيرة قتلت إسرائيل 16 جندياً مصرياً علي الحدود وأصابت 12 آخرين بجراح، فهل هذه العينة من الأسماء التي اغتالتها يد الغدر الإسرائيلي تعني لها شيئاً: صبحي النجار ومحمد عبد الفتاح وعامر أبو بكر وسليمان عايد؟ أم أن الفنان صاحب الدم الحامي والوزير المنفعل كانا علي ما يبدو غائبين في بعثة خارج كوكب الأرض فلم يسمعا بأي من هذه الجرائم!. وكذلك أثناء العدوان علي غزة منذ عام لم نر رد فعل للسيدين الغيورين علي السيادة عندما كان الطيران الإسرائيلي يحلق في الأجواء المصرية في انتهاك صارخ لسيادة أحمد أبو الغيط وعادل إمام وذلك ليتمكن من التصويب جيداً علي رفح الفلسطينية ويدك منازلها.
إن شعب مصر الذي أدان كل الجرائم السابقة من حقه اليوم أن يطالب بمحاكمة القاتل الذي أطلق النار علي الشهيد المصري..أما عم الأشاوس وخالهم اللذان سكتا علي جرائم إسرائيل فلا أظن أحداً سوف يصدقهما عندما يتحدثان عن الدم المصري الغالي!.
الدستور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق