رُوعت مصر بالجريمة البشعة التي أودت بحياة ستة مواطنين مصريين أقباط ليلة عيد القيامة المجيد في مدينة نجع حمادي بمحافظة قنا.
ملاحظتي علي الأحداث التي تلت وقوع الجريمة تتمثل في أنه كان من الطبيعي أن يتجمهر الأقباط وأن يقفوا علي باب المستشفي التي تضم جثث قتلاهم، وكان من الطبيعي أن يهتفوا ضد الظلم وضد التمييز، وكان من الطبيعي أيضاً أن ينفلت بعضهم فيثير شغباً أو يلقي حجارة من حرقة الألم وفداحة المأساة..كل هذا عادي وطبيعي، لكن الذي ليس عادياً ولا طبيعياً بالمرة هو أن قوات الأمن الموجودة بالمكان لم تتصرف التصرف الطبيعي الذي تفعله في مواجهة كل المظلومين وأصحاب المطالب في مصر أي لم تنهل بالضرب بالهراوات علي المتجمهرين ولم تشج رءوسهم وتسيل دماءهم وتسحلهم علي الأرض وتدوس علي رءوسهم بالبيادات وترفعهم من الأرض كالخرق البالية وتلقي بهم داخل صناديق السيارات وتنطلق بهم إلي حيث إكمال واجب الضيافة!. سيقول قائل: وهل كنت تريد لهم هذا المصير الأسود وهم المكلومين لمجرد جأرهم بالشكوي والصراخ من الألم بعد الجريمة التي وقعت في حقهم؟ والإجابة: طبعاً لا..أنا فقط أريد أن ألفت نظر الإخوة المسيحيين إلي شيء مهم عليهم أن يتدبروه بهدوء وهو أن الأمن المركزي قام بضرب المنكوبين الذين انهارت علي مساكنهم صخور المقطم بلا رحمة عندما حاولوا إنقاذ أبنائهم واستخراجهم من تحت الأنقاض، كما فعلوا الشيء نفسه مع الناشطين الأوروبيين الذين قضوا عيد الميلاد في العراء من أجل إيصال المساعدات لإخوتنا في غزة.. هم أيضاً تم ضربهم بوحشية ..أنتم إذن الوحيدون الذين يتمتعون بميزة أنّ الأمن لا يضربهم بالعصي الغليظة وهم يشيعون ضحاياهم!!. والسؤال هو: هل يفترض والحال هكذا أن تحمدوا الله علي حنان الحكومة معكم وعدم إسالة دمائكم علي الأسفلت؟ والإجابة: بل عليكم أن تدركوا أن مصائبكم لا سبب لها سوي هذه الحكومة الظالمة التي تدهش شعب مصر بمسلميه ومسيحييه، وعليكم أن تدركوا أن تأييد قياداتكم الدينية للاستبداد والديكتاتورية ومساندتهم لمشروع التوريث لن يجلب لكم الأمان ولن يأتي لكم بحقوقكم المشروعة كمواطنين، وإذا كانوا يتصورون ويصورون لكم أنهم إنما بهذا يكسرون سم النظام ويأمنون شره فإنهم يبيعون لكم الوهم، ذلك أن كل المظالم التي تشكون منها لا يرتكبها في حقكم سوي هذا الحكم الذي تذوب قياداتكم في عشقه..في حين أن أقصي ما يستطيع هذا الحكم أن يقدمه لكم مقابل تأييد قياداتكم الدينية له هي أن يأمر قوات أمنه بعدم ضربكم بالهراوات بينما تجمعون أشلاء جثث أبنائكم!.
الدستور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق