فتاوي "طنطاوي" ..إلي أين وصلت مشيخة الأزهر ؟

فتاوي "طنطاوي" ..إلي أين وصلت مشيخة الأزهر ؟

سارة عبد العزيز - أمل الأمة

10/1/2010

ما أن تخمد نيران فتوى حتى يخرج علينا الشيخ محمد سيد طنطاوي مفتي الأزهر بأخري ، يعكس معظمها مدي تدخل الدولة في هذا الصرح الديني مشيخة الأزهر الشريف، فرئيس الدولة وحده في مصر يملك حق عزل شيخ الأزهر وتعيينه، بعد أن كان هذا المنصب يشغل بالانتخاب من بين هيئة علماء أكبر مؤسسة دينية في العالم العربي والإسلامي.

كان آخرها فتواه التي أيد فيها حق أي دولة في أن تقيم علي أرضها المنشآت والسدود ما يصون أمنها وحدودها وحقوقها ،في إشارة إلي الجدار الفولاذي الذي تقوم السلطات المصرية في بنائه علي الحدود مع قطاع غزة المحاصر ،وجاءت هذه الفتوي ردا علي فتوي للشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والتي صرح فيها بأن الجدار المصري "حرام شرعا "ذلك أنه يساعد علي تجويع مليون ونصف المليون مواطن فلسطيني وإحكام الحصار عليهم.

وكتب المفكر فهمي هويدي في مقال له بعنوان "إنها فتوي طنطاوي وليست فتوي مجمع البحوث "أن فتوي شيخ الأزهر صادرة عنه شخصيا وليست صادرة عن مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر ،بعد أن كشف أن قضية الجدار لم تكن مدرجة علي جدول أعمال جلسة المجمع التي عقدت يوم الخميس 31/12وبعد مناقشة أعضاء المجمع الأمور المدرجة في جدول الأعمال فوجئوا بشيخ الأزهر يخرج ورقة قرأ منها البيان الخاص بتأييد بناء الجدار وتأثيم معارضيه ،وحمل البيان نقطتين رئيسيتين هما التغطية علي موقف الحكومة والرد علي فتوى الدكتور القرضاوي .

وجاء موقف عدد من علماء الأزهر، بينهم أعضاء في مجمع البحوث، حيث أدانوا قرار بناء الجدار، معتبرين أن "هذا الجدار حرام شرعا لما يهدف إليه من حصار الأشقاء في قطاع غزة وسد كل المنافذ أمام القطاع للخروج من الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ 3 سنوات من خلال إغلاق المعابر، بحيث منعت عنه أسباب الحياة من الغذاء والدواء والوقود وهو ما يعد نوعا من الضغط عليه لإلغاء المقاومة والقضاء على حماس".
وأكد العلماء أن حماية النظام المصري وشعبه للأشقاء في قطاع غزة حماية للأمن القومي المصري وسيادته، ودليل على ترابط الأمة وتماسكها أمام العدو الصهيوني ".

ولم تكن تلك آخر هفوات شيخ الأزهر فقد سبقتها بمدة ليست بالطويلة فتواه من ارتداء النقاب بعد إجباره طالبة علي خلع النقاب ،وقوله :" إن النقاب مجرد عادة لا علاقة له بالدين الإسلامي من قريب أو من بعيد " وبعد تنفيذها الأمر بخلعه قال لها طنطاوي :" أمال لو كنتي جميلة شوية كنتي عملتي ايه " وأعلن حينها طنطاوي عزمه إصدار قرار رسمي بمنع ارتداء النقاب داخل المعاهد الأزهرية ومنع دخول أي طالبة أو مدرسة المعهد مرتدية النقاب ،ولكن هذا القرار لم يقتصر علي المعاهد الأزهرية جاء بعده قرار المجلس الأعلى للجامعات بمنع دخول الطالبات المنتقبات الامتحانات بالنقاب ومنع دخولهن المدن الجامعية ،وبعد عدة وقفات احتجاجية وجد الطالبات المنتقبات أنفسهن في أول أيام الامتحانات مجبرين علي تنفيذ القرار فحاولن التحايل علي القرار بارتدائهن كمامة طبية تغطي وجوههن بدلا من النقاب ،وعندما طالب بعض الطالبات بكلية دار العلوم برفع جزء من النقاب من علي وجوههن فقط ، قوبلن يالرفض،وقال الدكتور محمد صالح عميد كلية دار العلوم أن الطالبة التي سترتدي جزءا من النقاب علي وجهها سيتم سحب ورقتها والتعامل معها علي أنها حاولت الغش ".

ولم تقف فتاوي وقرارات شيخ الأزهر عند هذا الحد فجاء تبريره لمصافحة شيمون بيريز رئيس الكيان الصهيوني وقوله :" إنه من دولة نحن نعتر ف بها "،وجاء رده علي سؤال عن مصافحة بيريز في الوقت الذي يضرب الكيان الصهيوني حصارا علي غزة قائلا :" وأنا مالي ومال غزة ..أنا عارف اسألوا الخارجية "..

ولم يكتف شيخ الأزهر بمصافحة بيريز بل قال في تصريحات لاحقة للمصافحة بأنه على استعداد لاستقبال بيريز في الأزهر ، ويعتبر الأزهر أكبر مؤسسة دينية في العالم العربي والإسلامي.

وأثارت تصريحات طنطاوي حول استعداده لاستقبال بيريز في الأزهر غضب الصحافة المصرية ، وطالب أحد نواب المعارضة بإقالة طنطاوي من منصبه.