مرحبا

لا لجدار العار جدار الذل

ادخل وشارك برايك وقل لا لجدار العار جدار الذل

خدمات الموقع

HELP AQSA

break

السبت، 7 يونيو 2008

يوميات محام تحت التمرين (2)

يوميات محام تحت التمرين (2)




المشكلة التي واجهتني انني لكي اعمل محاميا فلابد ان اقوم بقيد اسمي ضمن جدول المحاميين العاملين وذلك بالنقابة العامة ، ولكي اقوم بقيد اسمي فلابد من سداد مبلغ مالي هو 1200 جنيه بالتمام والكمال!!!
كنت اسمع من اصدقائي من خريجي كليات الطب والهندسة والتجارة ان قيد اسمائهم بنقاباتهم برسوم 25 او 40 او 50 جنيه تقريبا فكنت اعتقد اني ساسدد رسوما مثلها او في تلك الحدود..

واني لأتسائل كيف لخريج شاب ان ياتي بمثل هذا المبلغ الكبير دون مساعدة من ذويه - حلوة ذويه دي - ان الشاب في مصر يقوم اهله بالانفاق عليه في التعليم مدة من 16 الى 17 سنة دراسية وربما تزيد ، فهل بعد ان ينهي حياته الدراسية ينفقون عليه ايضا حتى يحصل على عمل ؟!!!

كان ابي قد توفى قبلها بحوالي 3 اعوام -بالتحديد عند دخول امريكا بغداد او بعدها بقليل - وترك لي مبلغ مالي متوسط وتركني تحت وصاية امي ، وامي لن تعطني مثل هذا المبلغ حتى لو وقفت امامها فوق راسي او فوق رموش عيناي..

كان الحل الوحيد الاقتراض او الصبر..

لم اكن احب ان اقترض مبالغ مالية مبيرة من احد ايا كان فكما قال البعض :

- ان الدين هم بالليل وذل بالنهار..

لم يكن امامي الا الصبر..



كنت اعمل -كما قلت من قبل - سكرتيرا في مكتب احد المهندسين الاستشاريين بمبلغ معقول ، كان صاحب العمل على الرغم من طيبته الشديدة كان صعب الارضاء كثير النسيان ، ومشكلة النسيان تلك كانت طامة كبرى فوق راسي ، واحكي لكم قصة طريفة توضح لكم وجهة نظري ..


عندما بدات العمل لدي هذا المهندس واسمه (ص) كنت اذا اردت منه شيئا بخصوص العمل - مثل اعطائه ايميلات جديدة مطبوعة او حساب مشتروات احد احتيلجات المكتب - كنت اطرق باب مكتبه الى ان ياذن لي فادخل ، كنت اقوم بهذا دائما الى ان قال لي ذات مرة :


- اذا اردت الدخول علي فلابد ان تتصل بي من الهاتف الداخلي اولا ..


وبالفعل كان كما قال ، فكنت اتصل به من خلال الهاتف الداخلي ثم ادخل اليه وكنت احيانا اترك الباب - باب غرفة المكتب - مفتوحا خلفي فنهاني عن ذلك والزمني بان اغلقه خلفي كل مرة وبهدوء دون صوت ..


وبالفعل كان له ما اراد ..


الا انه مع الوقت بدا في التذمر فقال لي ذات يوم :


- انك تضيع الوقت كثيرا ..


وعندما سالته عن السبب اجاب :


- انك تفتح باب الغرفة ثم تدخل ثم تستدير ثم تمسك اكرة الباب ثم تغلقه وهذا الامر يستغرق وقتا طويلا


فقلت له :


- حضرتك من قلت لي ان اعمل هذا.. فانا كنت اترك الباب مفتوحا خلفي عندما ادخل ثم اغلقه خلفي عند خروجي ..


فقال لي بضيق :


- حسنا اذن اتركه خلفك مفتوحا ثم اغلقه خلفك بعد خروجك..


وفي اليوم التالي ثار عندما تركت الباب خلفي مفتوحا ، وعندما قلت له انه من اذن بذلك نفى ان يكون قد قال ذلك ..


وهكذا كان يوم يثور لاني اغلقت الباب ويوما اخر لاني لم اغلق الباب !!!


وقس على ذلك الامر امور عديدة ..


كان المهندس (ص) شديد الطيبة على الرغم من عصبيه تلك وثورته الدائمة ، وكثيرا ما كان ناصحا لي ونصائحه تلك استفدت منها كثيرا فيما بعد .. انما كانت ثورته الدائمة تلك انما ترجع لكبر سنه فقد كان قد تعدى الستين من عمرة كما انه عانى من الشدائد والمحن في شبابه ..كما انه كانت تواجهه مشاكل عديدة في اعماله ..وكذلك القضايا العديدة التي كانت بن شركته وبين شركات اخرى او بينه وبين مصلحة الضرائب التي تسببت بتقديرها الجزافي للضرائب الى ان ارغمته على ايقاف نشاط مصانعه فتسببت الى خسائر مادية كبيرة له وكذلك تسببت في اغلاق بيوت مئات العمال ..الخ


صبرت في عملي ذلك حتى جمعت المبلغ المالي اللازم لاشتراكي في نقابة المحاميين ، وذات يوم ثار المهندس (ص) في وجهي لسبب امر ما لا يستدعي مثل تلك الثورة ..فكان ان ثرت بدوري واعلمته عن عزمي على ترك العمل ..


شعرت ان الرجل فوجئ من موقفي ربما لانني كنت هادئ دوما هدوءا يصل الى درجة البرود او ربما لاني لم اعتد الاعتراض على اي من اوامره..

قال لي ان اؤجل مناقشة هذا الموضوع الى اليوم التالي ..

وفي اليوم التالي حدث ما لم اتوقعه ..

يتبع


ليست هناك تعليقات: