حكايات شارعنا (2)
كنت عائدا الى بيتي بعد يوم عمل شاق عانيت فيه من عنت الموظفين وجشع بعضهم .. لم يعد الموظف يرضى بالمبلغ المالي الذي اعطيه له لاداء عمله الذي يتقاضى عنه اجر !!! .. ولكن ذلك ليس موضوعنا اليوم ..
كنت عائدا الى بيتي شاردا في احداث اليوم .. وانتبهت من شرودي هذا على صوا نفير سيارة غاضبة .. اقصد قائدها غاضب .. كان السبب اني انحرفت اثناء سيري الى منتصف الطريق .. اعتذرت للسائق ثم افسحت له المجال للعبور ..
وتسائلت بدهشة ما الذي جعلني اسير هكذا على قارعة الطريق !!! لمذا لم امشي على الرصيف المعد لذلك ؟!!!
ونظرت حولي فعرفت الاجابة ..
ان الرصيف مشغول معظمه بالبضائع ..
لا ليسوا باعة جائلين افترشوا الرصيف لبيع بضاعتهم .. وانما هم اصحاب المحلات ظنوا ان الجزئ الذي يقع امام محلاتهم من الرصيف انما هو ملك لهم بالتبعية ..
معظم الارصفة تم تغطيتها بالبلاط و السيراميك وتم استغلالها في عرض البضائع !!!
المقاهي ايضا بدورها استولت على جزء كبير من الرصيف المواجه لها واستغلته في استقبال الزبائن بل وامتد الامر الى الشارع نفسه !!! تجد في كثير من الاحيان ان الشارع يكون واسعا ورغم هذا نجد فيه ازدحام مروري خاصة ليلا ... لماذا ؟؟؟
لان زبائن احدى المقاهي تسللوا بمقاعدهم و طاولاتهم وشيشتهم ...الخ الى الطريق نفسه ..دون ادنى مراعاة لحق الطريق ..هم يعيقون المرور .. مرور السيارات والاشخاص .. انهم يضطرون الناس وخاصة النساء الى السير في قارعة الطريق .. اليس هذا تعديا على حق الطريق ؟!! الم يامرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم باماطة الاذى عن الطريق ؟ فكيف اذا اصبحنا نحن الاذى نفسه للطريق ؟!!!
عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:{ إياكم والجلوس بالطرقات}، قالوا: { يا رسول الله ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها}، قال:{ فأما إذا أبيتم فأعطوا الطريق حقه}، قالوا: { وما حقه؟}، قال: {غض البصر}، {وكف الأذى} ،{ ورد السلام}،{ والأمر بالمعروف}، { والنهي عن المنكر}. [متفق عليه].
فالانسان لابد ان يعلم انه منذ خروجه من بيته فان عليه حقوقا وله حقوقا .. فهو مكلف بالتزامات ليس كالحيوان .. وقد حدد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الحقوق ..
{غض البصر}، {وكف الأذى} ،{ ورد السلام}،{ والأمر بالمعروف}، { والنهي عن المنكر} ..
فكم من حقوق ضاعت بسبب جهلنا وتهاوننا ..
في حديث أبي ذر قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم : أي العمل أفضل؟ قال: { إيمان بالله وجهاد في سبيله }. قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال: { أعلاها ثمناً وأنفسها عند أهلها }. قلت: فإن لم أفعل؟ قال: { تعين صانعاً أو تصنع لأخرق }. قال: فإن لم أفعل؟ قال: { تدع الناس من الشر فإنها صدقة تصدق بها على نفسك } [رواه البخاري]. وعند مسلم: { تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك }.
يا ايها المسلم .. يا من يجب ان يسلم المسلمون من لسانك ويدك ..
اتابى ان تكف شرك عن الناس ؟!!!
اتابى ان تتصدق صدقة منك على نفسك ؟!!!
الم يامرك رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا : {اتق الله حيثما كنت}
فيا ايها المسلمون اتقوا الله ..
يتبع..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق