مرحبا

لا لجدار العار جدار الذل

ادخل وشارك برايك وقل لا لجدار العار جدار الذل

خدمات الموقع

HELP AQSA

break

الاثنين، 9 يونيو 2008

يوميات محام تحت التمرين (4)


يوميات محام تحت التمرين (4)


للسائقين مع المهندس (ص) قصص طريفة..
ومن العجيب ان اطول السائقين الذين عملوا معه صبرا لم يكمل عام من العمل معه .. فالسائق هو الاكثر احتكاكا به ولذلك فان من يعمل معه فترة لا يلبث ان ينفر منه ويكره العمل معه .. ولا اعتقد ان (شوماخر) - بطل سباق السيارات الشهير - يستطيع قيادة سيارة بها المهندس
(ص) ..دون ان يقع في خطا ما او ربما يكرة القيادة طوال حياته ..


عند استلامي العمل نصحني المهندس (ص) قائلا :
- بما انك ستكون مديرا لمكتبي فانه ينبغي عليك ان تعلم مكان كل شيئ في المكتب .. ويمكن ان يساعدك في هذا الساعي (ك) ..
ونادى على الساعي .. انه كهل ربما في الاربعين من عمره او يزيد .. اسمر اللون مثل السودانيين - فيما بعد علمت انه ذو اصول سودانية - واخبره ان يعاونني في معرفة اماكن كل شيئ في المكتب ..
وبالفعل بدا بتلقيني مكان كل شيئ في المكتب ..هنا الكمبيوتر والطابعة والسكانر وفي ذلك الدولاب يوضع ورق التصوير وورق الفاكس .. هنا يوجد مجلات وصحف قديمة .. وهنا توضع ملفات بها اوراق تخص العمل .. وتلك الملفات بها فواتير وايصالات تخص المكتب .. وتلك تخص مصنع بلبيس .. وتلك الملفات بها اوراق العاملين السابقين بالمكتب .. ومعظمهم سائقين ...
استوقفتني تلك العبارة .. فالملفات كبيرة ..وتضم في داخلها ملفات عديدة تضم بدورها اوراق كثيرة ..
نظرت لتلك الملفات برهة ثم تابعت شرح الساعي عم (ك) بذهن شارد..
في هذا الوقت كان يعمل لدى المهندس (ص) سائق اسمه (ج) وهذا السائق يمتلك بازار سياحي بشرم الشيخ ، وبعد احداث التفجيرات - التي استهدفت السائحين والعاملين هناك وقتها - قل الاقبال من قبل السائحين وبالتالي قل الدخل فسائت احوال العاملين هناك وكذلك اصحاب الاعمال التي تعتمد على السائحين كمصدر للدخل .. فما كان من عم (ج) الا ان حاول تحسين دخله فعمل سائقا خصوصيا لدى المهندس (ص) ..
لا اعلم حتى الان كيف تحمل عم (ج) العمل لدي المهندس (ص) ؟!!! كنت اسمع صياحهما كل يوم وطوال اليوم في مكتب المهندس (ص) ..وكان كلاهما يشكو من الاخر .. فالمهندس (ص) يشكو من كون عم (ج) لا يؤدي عمله كما ينبغي في حين ان عم (ج) يشكو من ان المهندس (ص) صعب الارضاء ودائم الثورة دون اسباب تستدعي تلك الثورة .. وكان كلاهما يصرح بكونه قد ضاق من الاخر لدرجة انهما سينهيا علاقة العمل التي بينهما .. فالاول سيستغني عن خدمات الثاتي .. والاخر سيقدم استقالته للاول ..
الى ان جاء يوم تركنا فيه عم (ج).. ادعى كل من المهندس (ص) و عم (ج) انه قد استغنى عن الاخر !!! ربما الكبرياء يمنع احدهما من ذكر الحقيقة ..
ومرت الايام .. وشعر المهندس (ص) انه بحاجة الى سائق .. انه يشعر بالالم في ذراعه كلما قاد سيارته فقد تقدم به العمر والقيادة تحتاج الى مجهود لا يقدر عليه رجل كبير السن ..


يتبع ..

ليست هناك تعليقات: