"مصر بتتقدم بينا".. "نيولوك" جديد للحزب الوطني!! | ||||||||||
[22:59مكة المكرمة ] [31/10/2007] | ||||||||||
- د. الشوبكي: الشعار كذبة جديدة للحزب الحاكم لخداع المواطنين - د. حمدي حسن: هيمنة رجال الأعمال تكشف فضائح "الوطني" - مرسي الشيخ: قيادات الحزب تعيش في جزيرة منعزلة عن الشعب تحقيق- علاء عياد بعد خمس سنوات على رفع شعار "فكر جديد" يتخلى الحزب الوطني اليوم عن هذا الشعار؛ ليعقد مؤتمره الجديد تحت شعار: "مصر بتتقدم بينا"، وكأن مبادرةَ تجديد شباب الحزب الوطني التي بدأت مسيرتها في المؤتمر العام للحزب عام 2002 تحت شعار "فكر جديد" قد انقضت لندخل مرحلةً جديدةً تحت شعار "بلدنا بتتقدم بينا"، وهو ما يصوِّر لك أن هناك تقدمًا قد وقع بالفعل خلال الخمس سنوات الماضية، وأن هناك تقدمًا في حياتنا السياسية والاقتصادية، وإن كان الأمر على غير ذلك. هذا الـ"نيولوك" الذي يرتديه الحزب الوطني في هذه المرحلة، يشبه الشيخوخة التي يتم تجميلها بمساحيق تغيِّر ملامح الوجه، ولكنها لا تقوى على تجديد حيوية الجسد؛ لأن ما أصاب الجسد يكفي بأن يلفظ أنفاسه الأخيرة. والغريب في هذا الـ"نيولوك" أن تجد المحاور المطروحة على المؤتمر تتحدث عن التشغيل والاستثمار والخدمات والعدالة الاجتماعية والأمن القومي والمواطنة والديمقراطية، وكأن هذا الحزب يتولى السلطة لأول مرة في حياته، أو كما يقولون "في سنة أولى" حكم.
فالتساؤل البديهي الذي يطرح نفسه: أين كانت هذه المحاور طوال حكم هذا الحزب؟! وهل هذه هي المحاور التي يمكن أن يشغل حزب بها نفسه وهو على كرسي السلطة منذ أكثر من ثلاثين سنة؟! وهل بالفعل "مصر تتقدم بينا"؟! وللأسف، هذا الحزب لو أعاد النظر في الماضي القريب قبل البعيد، لوجد أن ما أصاب مصر خلال هذه العقود الثلاثة أدخل مصر في مرحلة غيبوبة الموت؛ فبعد حكم ثلاث عقود وجدْنا على المستوى السياسي سيطرةَ وفسادَ النخبة الحاكمة، وتنامِيَ مراكز قوى، وتزاوجًا بين السلطة والثروة، وإعدادًا لتوريث الحكم، وتزويرَ انتخابات، وقمعًا للمعارضة، واعتقالاتٍ، وتعذيبًا حتى الموت، وانتهاكًا لحقوق الإنسان!!. وجدنا أن الأوضاع الصحية تسوءُ، فتضاعَف مرض السرطان 8 مرات، لتحتل مصر أعلى نسبة إصابة بالمرض في العالم، علاوةً على 13 مليون مريض بالتهاب الكبد، و7 ملايين مريض بالسكر، وأعلى نسبة إصابة بالفشل الكلوي في العالم، وأما الأمراض النفسية فهناك 20 مليون مواطن مصاب بالاكتئاب، و6 ملايين آخرين مصابون بأمراض نفسية أخرى. هذا غير البطالة التي تمثل 29% من القادرين على العمل، وهجرة 4 ملايين مصري منهم 820 ألفًا من الكفاءات و2500 عالم في تخصصات شديدة الأهمية، وعمالة ما يقدَّر بنصف مليون طفل، بالإضافة إلى 100 ألف طفل شوارع، حسب تقربر الأمم المتحدة. أما العشوائيات فتجد أنه يسكنها 45% من الشعب، موجود منها في القاهرة فقط 35 منطقة عشوائية، علاوةً على خسائر أكثر من 2.3 مليار جنيه بشركات القطن و8 مليارات جنيه خسائر شركات الغزل والنسيج و12 مليار جنيه العجز الإجمالي لسكك حديد مصر، وخسائر 10 مليارات جنيه بقطاع الإذاعة والتليفزيون، وخسائر مصر من تلوث الهواء ومياه الشرب والتدهور في التربة والمناطق الساحلية تقدَّر بـ30 مليار جنيه. ما سبق ليس ادِّعاءً من الخصوم السياسيين للحزب الوطني، ولكنها الأرقام التي لا تكذب، والدليل على ذلك الآراء التالية:
الدكتور عمرو الشوبكي (الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام) يرى أن الشعار الجديد للحزب هذا العام لا يعكس الواقع؛ ففي الحقيقة مصر تتراجع على مختلف المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وقال إنه ليس هناك أيُّ مؤشر لهذا التقدم، سواءٌ في الأداء العام أو الظروف الاجتماعية للمواطنين، بل هناك حالةٌ لغياب دور دولة القانون، وانهيارٌ عامٌّ في مؤسسات الدولة، وفسادٌ غير مسبوق، والذي فرض هذا هو تراجع الدور الحزبي في السنوات الأخيرة؛ لنجد في بداية الألفية الثالثة شعاراتٍ مخالفةً للواقع، بعدما كان هناك وعيٌ بحجم الأزمة الموجودة؛ فرأينا "الفكر الجديد" وظهور بعض الشعارات الكاذبة التي ليس لها أي أساس من الصحة؛ لنجد أن المشكلة تغيَّرت من الإصلاح إلى المتجارة بالشعارات الزائفة. ويوضح الشوبكي أنه غابت عن مشروع الرئيس أيَّة رؤية حقيقية للإصلاح السياسي، أو لبناء حياة حزبية نشطة، أو لبناء دولة القانون والمؤسسات، كل ذلك غاب لصالح إدارة الدولة على طريقة المشروعات وفقًا لنظام "إدارة الوضع القائم". وعن توقعاته لما سيخرج به مؤتمر الحزب يقول: إن منصب رئيس الحزب لن يُمسَّ في هذا المؤتمر، فسيظلُّ الرئيس مبارك رئيسًا للحزب، وإن الاتجاه إلى تصاعد جمال مبارك لمنصب نائب رئيس الحزب في هذا المؤتمر غير مؤكد، مشيرًا إلى أن الاحتمال الوحيد أن يفتح الباب لوضع شروط لمنصب رئيس الحزب ليكون المرشح القادم هو جمال مبارك؛ ليقضي على فكرة الإصلاح داخل الحزب، بعدما نجح في القضاء على المنافسة خارج الحزب بالقيود التعجيزية التي فرضها بالمادة 76 من الدستور. الإنجازات
ويضيف الدكتور حمدي حسن- المتحدث الرسمي باسم الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين- قائلاً إن الوضع الحالي يفضح بالفعل الأمور التي وصل إليها الوضع في مصر، فبعد 25 سنة من حكم الرئيس مبارك وهذا الحزب، وجدنا المواطن لا يحصل على رغيف الخبز إلا بالمعارك الطاحنة، ووجدنا الآن طرح ألبان الأطفال بشهادة الميلاد، فالتقدم الذي يحدث الآن هو تقدم رجال الأعمال والمفسدين، الذين سيطروا على مواقع القرار، ووفقًا لآخر الإحصاءات الدولية كشف حسن أن 20% من الشعب المصري شديدو الفقر، بينما 40% فقراء، أي 60% من المصريين فقراء، ومن المؤكد أن حزبًا بهذه المواصفات لا بد أن يقود الوطن إلى مزيد من الكوارث!! ويشير إلى أن الحزب الوطني الديمقراطي احتكر الحكم طوال 31 عامًا، هي عمر التعددية الحزبية المقيدة التي بدأت عام 1976م، وأدى إلى ما نعيشه اليوم من أزمات وكوارث اقتصادية واجتماعية وسياسية، وعلى المستوى الفكري والثقافي والأخلاقي، وما لم تنجح الأحزاب والقوى السياسية في توحيد جهودها لإزاحة هذا الحزب عن السلطة التي استولى عليها غصبًا، فستظل مصر تدور في دائرة مفرغة تقودها إلى الهاوية. مؤكدًا أن الوضع الحالي لن يتغيَّر في ظل هذا النظام الفاسد المستبدِّ؛ لأن أولويات النظام القبض على الحكم والإمساك به، وليس من اهتماماته وأولوياته وإمكانياته أصلاً أن يُدير دولة؛ لأن هذا النظام غير مهيَّأ وليست عنده الإمكانية، حتى لو أراد أن يُصلِح فهو ليست لديه ملكة الإصلاح؛ لأن السائد في هذا البلد هم أهل الثقة المؤيِّدون على طول الخط، وليس أهل الخبرة وأصحاب الفكر الإصلاحي؛ مما جعل الوزراء يتحوَّلون إلى موظفين ليست عندهم رغبة أو نية في الإصلاح. الحلم والوهم
ويسخر المستشار مرسي الشيخ- رئيس مجلس أمناء مركز العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان- من شعار الحزب الجديد (مصر بتتقدم بينا)، قائلاً: "ربنا يهنيهم بمصر"، مؤكدًا أن الإعلان عن مشروع مصر النووي في هذا التوقيت ليس إلا محاولةً لإدخال الشعب في حلم جديد، بعيدًا عن الفقر والقهر والاستبداد، متسائلاً عن أي تقدم حققه الحزب الوطني؟! وأشار الشيخ أنه في حكم الحزب الوطني زاد الإقطاعيون أكثر من قبل ثورة يوليو، مؤكدًا أن المال الفاسد هو الذي أصبح يتحكَّم في البلد، ويسير بنا إلى الوراء، بعد أن استولى الحزب الوطني على مدَّخَرات هذا الوطن وسرَق خير هذا البلد، وعاث فيها فسادًا. ويؤكد أن الشيء الوحيد الذي تتقدم فيه مصر هو زيادة عدد قوات الأمن المركزي الذي وصل إلى مليون ونصف المليون، في مقابل أن يتراجع الجيش المصري الذي لا يتجاوز 600 ألف جندي، واصفًا هذا التقدم بأنه تقدمٌ عشوئيٌّ يتسم بحالة من اللا وعي، مشيرًا إلى انعدام دور مصر السياسي في الشرق الأوسط أو في السودان أو في شمال إفريقيا. وأضاف الشيخ أننا نرفض التقدم بمثل هذا الحزب الذي خرَّب مصر، فهو لا يصلح أن يقود دابةً عن أن يقود سفينة وطن. لماذا الاهتمام؟! ويوضح النائب حمدين صباحي- عضو مجلس الشعب ورئيس حزب (الكرامة)- أنه لم يطَّلِع على ما نُشر عن مؤتمر الحزب الوطني، مستنكرًا الاهتمام به؛ لأنه ليس لديه أدنى ثقة في أن يقدم هذا الحزب لمصر شيئًا، مضيفًا أنه لم يمنحْنا إلا المزيد من الفساد والفقر والاستبداد، فهذا الحزب يقف معاديًا لآمال المصريين.
من ناحيته رفض الدكتور جهاد عودة- عضو لجنة السياسات بالحزب الوطني- الردَّ على الانتقادات الموجَّهة للحزب الوطني، وزعم أن الشعار الذي يحمله مؤتمر الحزب هذا العام يمثِّل طبيعةَ مرحلةٍ جديدةٍ تقبل عليها مصر. مشيرًا إلى أن شعار "مصر بتتقدم بينا" يحمل ثلاثة معانٍ: الأول مصر، وهو يعني أننا نتحدث عن مصر كلها، والثاني التقدم الذي يرى بأن الحزب الوطني كان أول حزب مصري منذ قرن مضى وشعاره الرئيسي يحمل التقدم، والمعنى الثالث يتضمن أننا فاعلون في عملية التقدم!! وعن مظاهر التقدم التي حقَّقها الحزب قال عودة إن كمية القوانين ووضع مصر الاستثماري من المؤشرات التي تُثبت أننا نتقدم!! ضاربًا المثل بقانون الضرائب والتأمين الصحي، مؤكدًا أن الجانب التشريعي أهم جوانب الإنجاز التي من غيرها لن يحدث تقدم. وتجاهل عودة الحديث عن معاناة المواطن المصري، مؤكدًا أن القوانين التي نطرحها تحاول أن تشجِّع الاستثمار لمعالجة كل القضايا. |
HELP AQSA
الجمعة، 30 أكتوبر 2009
"مصر بتتقدم بينا".. "نيولوك" جديد للحزب الوطني!!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق