قدم "أفلاطون" للبشرية يوتوبيا (مدينته الفاضلة) واليوم تقدم لنا أحوالنا السياسية المغلقة والمقفولة "قفله طين" مدينة السياسة العربية الفاضلة "بلعوطيا" ساحةً للإبداع، وملتقى دائمًا لكل صاحب فكر بلعوطي حر، متعاهدين ألا نلقي أقلامنا أو أن نبلع ألسنتا ما دامت بلعوطيا شامخةً عامرةً، أو أن نموت على أسوارها الشاهقة الشائكة من شدة الضحك والبلعطة!!
-1-
يا منْ فِي الظلماتِ تخبَّـطْ
تسمُـو بالأفكـارِ وتهبـطْ
تعلُو فِي الأحزابِ وتسقـطْ
أقبلْ هيَّـا.. قُمْ وتَبَلْعَـطْ
فلديْهـا أوَّلُ دُستُــورْ
منقوشٌ بحروفِ النّــُورْ
بالدواوين.. وبالقوانينْ
تحمِي العدلَ، تقيمُ الديـنْ
يا منْ فِي الظلماتِ تخبَّـطْ
أقبلْ هيَّـا.. قُمْ وتَبَلْعَـطْ
-2-
بَلْعُوطْيَـا عاشتْ بَلْعُوطْيَا
بَلْعُوطْيَـــا أرضُ الثُّوَّارْ
ساحـةُ فكـرٍ للأحــرارْ
تُفْدَى بدمــاءٍ وبنــارْ
بَلْعُوطْيَـا عاشتْ بَلْعُوطْيَا
***
"بلعوطُ الأوَّلُ" هندسَهَـا
بالعدلِ المطلقِ أسَّسَهَــا
***
بلعوطُ الثاني" قدْ أذْعَنْ
لقرارِ المحكمـةِ العُلْيَــا
ولفتوَى منْ دارِ الفُتْيَــا:
(منْ خالفَ وَالِي بلعوطيا؛
فلْيُحْرَمْ منْ هذِي الدنيـا)
بلعوطُ الثالثُ بَلْعَطَهَـــا
وبِجُثَثٍ شَتَّى بلَّطَهَــــا
***
" بلعوطُ السابعُ " قدْ كـانْ
أشجعَ رجـلٍ فِي الميـدانْ
قـادَ الشعبَ معَ الفرسـانْ
وبفخرٍ صَـدَّ العــدوانْ
قدْ سقطتْ بعضُ البلـدانْ
وخسِرْنَـا بعضَ الشجعانْ
ورَهنَّـا أكـلَ الجوْعـانْ
لكنْ يبْقَى فِـي الحُسبـانْ
أنَّ البغْـي معَ الطغيــانْ
يَسْتَهْدِفُ رأسَ السلطــانْ
أكرمْ .. أنعمْ.. بالتخطيطْ
لمْ نفقدْ حُكْـمَ البلاعيــطْ
-3-
فِي بلعوطيَـا خيرُ شِعَـارْ
"نحنُ نُشجِّعُ الاستثمــارْ
لا رجعةَ فِي أيّ قـرارْ"
خيراتٌ هِيَ كالأنهـــارْ
وشفافيــةٌ.. لاأسـرارْ
أهـلُ البلـدةِ والــزُّوَّارْ
أهلُ الصنعةِ والتجَّـــارْ
كلٌّ يهْبُــرُ بالقِنْطَــارْ
بالبليـون.. وبالمليــارْ
دونَ ضمـانٍ أوْ إخطـارْ
يجلسُ، يَهْربُ حيثُ اختارْ
لا رجعةَ فِي أيِّ قــرارْ
نحنُ نشجع الاستثمـــارْ
رزقُ البلدةِ أيًّــا كــانْ
ذهبٌ، زرعٌ ، أوْ حيوانْ
يُحفظُ فِي أَأْمَـنِ خــزَّانْ
فِي كرشِ الوالِي بلعــوطْ
-4-
الفـنُّ حيــاةٌ بِخِــلاَفْ
فِكْـرِ السِّفْلَـةِ والأجْلافْ
فلدينَـا هدفُ الأهــدافْ
أنْ نُعْلِـىَ شأنَ الإسْفَـافْ
للفـنِّ بريـقٌ وهَّـــاجْ
صِنْـوُ اللـذَّةِ والإبْهـاجْ
فالرقـصُ وهـزُّ الأردافْ
علـمٌ يدْفَـعُ بالإنتـــاجْ
يسمُـو يعلُـو بالإنسـانْ
فالراقـصُ مِنَّــا فنَّـانْ
والعاهـرُ أيضًــا فنَّـانْ
وجميعُ رجـالِ الإتـلافْ
في بلعوطيـــا بالآلافْ
فَاخْبُصْ، والْبُصْ يالَعْبُوطْ
وارْتَعْ فِي ظِـلِّ البلعـوطْ
-5-
دُسْتُـورُ الوالِـي بلعـوطْ
منْ فجرِ الدنيَـا مخْطُـوطْ
يحْمِيهَـا منْ أيِّ سُقُــوطْ
***
أوَّلُ بَنْـدٍ في المخطـوطْ
أنْ يَبْقَى الوالِي مَحْطُـوطْ
فوقَ الهـرمِ أوْ المخرُوطْ
لايمضِـي إلاَّ بِحَنُــوطْ
***
والثانِي رُكْـنُ الأركـانْ:
قدْ أضْحَى أمْـنُ الأوْطانْ
هُـوَ أمْـنُ الوالِي بلعوطْ
لاتَحْكُمُـهُ أيُّ شُــرُوطْ
يَسْبِـقُ دَوْمًا أيَّ خُطُوطْ
لا يَغْفَـلُ عنْ أيِّ خيـوطْ
***
أمَّـا البنْـدُ الثالثُ كـانْ:
شـأنُ الفتْوَى والأديــانْ
أسْنَـدَهُ الوالِـى بلعــوطْ
للفَـذِّ المُلْهَـمِ" زَعْبُـوط "
يَلْبَـسُ زَعْبُوطَ الإفتَــاءْ
ويقولُ بصوتٍ مَمْطُـوطْ :
مَضْبُوطٌ قَوْلُكَ.. مَضْبُوطْ
قـدْ وَافَـقَ كُـلَّ الأديانْ
شرعةَ مُوسَى، شرعةَ لُوطْ
حَقُّـكَ وَالِينَــا مَغْمُـوطْ
وكـلامُ الصِّبْيَـةِ مَغْلُـوطْ
***
البنْـدُ الرابِـعُ مشْـروطْ:
منْ أَعْطَى البيعةَ بلعـوطْ؛
إنْ شاهـدَ سَفَهًـا وهبوطْ
أوْ مَالَ "الخَزْنَةِ" مَلْهُـوطْ
أوْ عِقْـدَ الأُمَّـةِ مَفْـرُوطْ
فَلْيَحْيَ مِـنْ غَيْـرِ قُنُـوطْ
فَهُنَالِكَ حِكْمَــةُ بلعوطْ
***
البنْدُ الخامـسُ مشهـورْ:
منْ عارضَ هَذَا الدستُـورْ
وأذاعَ الفِتْنَـةَ والـزُّورْ ؛
فاسمـعْ يَا هَذَا المأْجُـورْ:
للحبسِ سَتَمْضِي مَرْبُـوطْ
وسَتَقْضِـي لَيْلَكَ "مَعْبُوطْ"
ودِمَاغُـكَ ذاكَ المَخْلُـوطْ
بنعـالِ الوالِـي مخبُـوطْ
***
آخـرُ بنْدٍ فِي المخطُـوطْ
وعمـادُ ولايـةِ بلعـوطْ:
شَعْبٌ مَبْسُوطٌ.. مَبْسُـوطْ
دومًـا مَبْسُوطٌ.. مَبْسُـوطْ
حقًّا مَبْسُوطٌ... مَبْسُــوطْ
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق