كلمتين في زوري هقولهم لا أزور.
كتبهاعمرو سلامة ، في 20 نوفمبر 2009 الساعة: 18:22 م
المعظم هناك في مونتريال كان لبناني، و المعظم هنا شمال أفريقي، الأكثرية من المغرب ثم من الجزائر.
أول إمبارح كنت هموت و أشوف الماتش، عرفت إن في مكان فيه قهاوي عربي و معظمها مغربي أو جزائري، قولت أروح و خلاص و لو حد سألني إنت منين هقوله من سنغافورا، و لو قالي منين من سنغافورة هقوله من بني سويف، أو أقوله إني كدبت عليه و إنا لله و إنا إليه راجعون.
المهم.
و أنا ماشي في الشارع المظلم الخالي (لإنهم هنا كلهم بيروحوا بدري) سمعت ناس بتصرخ بالمصري، تتبعت الصوت لقيتهم جوا شقة تحت الأرض، أنا هموت و أشوف الماتش بقى فخبط، لقيت واحد فتحلي الباب (من الي شكلهم إسمهم عصام أو عماد دول) قلتله "ممكن أشوف الماتش معاكم؟" قالي "مصري؟" قلتله "الحمد لله" قالي "خش بس شجع بصوت عالي.
كانوا حوالي ١٥ واحد و قعدوا يكثروا معاهم أعلام مصر و كنا بنشوف الماتش على الإي آر تي، و التجربة مصرية تماما، و خصوصا إن ديكور البيت كراسي مدهب، و كانوا بيعملوا شاي تفل (كشري) يعني مصر بكل ما تحمله الكلمة من معاني.
طبعا عيطنا، و نصحنا عماد/عصام بتخبئة الأعلام و إن كله يروح بيته دوغري.
أنا إتجهت للفندق و هو بعيد شوية، و جمبي عربيات إخواننا الجزائريين بكلاكساتها بأعلامها بتشجيعها و كل البلجيكيين بيصفرلهم مبسوطينلهم و أنا خلاص دمعتي على خدي يا ولداه.
طلعت الأوضة و نيمت نفسي قبل ما أموت في بلد غير بلدي و يبقى الموضوع فيه إجرائات سخيفة لمن هو مهتم بأشلائي.
المهز، صحيت، دخلت على النت، شفت المصايب بتاعت السودان، و بعدها بليل شوفت مصايب الزمالك.
أعترف، إني من كثر ما إتشحنت كنت مستعد أموت أول جزائري ألاقيه قدامي، و قلت يلعن أبوها كورة داحنا المصريين يا ولود الـ……..
أمي كلمتني على الموابايل قالتلي خد بالك قالوا في الأخبار إن الجزايريين في بروكسل ضربوا مصريين، قلتلها بحمشنا "خلاص هيقولوا بكره في بروكسل المصريين خدوا حقهم" و لكني بصراحة بدأت أخاف.
النهاردة هديت شوية، قررت أروح أصلي الجمعة في بروكسل و سألت قالولي إن في أكبر مسجد في مكان ما، روحتله بخطين مترو، و توهان للصباح الباكر، عملت دكتوراه في خريطة المترو هنا، و لما قابلني طريق سد في الآخر لقيت راجل بيبيع حلويات أول مرة أشوفها، شكله مش عربي، (أنا خايف أخبط في أي حد جزائري يفقسني) سألته بالإنجليزي فين الجامع، قالي "تحكي عربي" قلتله "آه" قالي "إنت مصري" إتسحبت من أم لساني و قلتله "آه" قالي "يا أخي أنا جزائري" في سري نطقت الشهادتين.
الراجل كان مقتنع إني حسني مبارك تقريبا، قعد يدافع عن موقفهم، و قالي "تفتكر إن كل ده كان هيحصل لو لعيبتنا ماتفتحش دماغهم؟" “حتى لو كسروا القزاز من جوا هيبطحوا نفسهم؟ إنت مصدق؟" قعدت أدافع لآخر رمق "قلتله لو ده حصل، إحنا إتدايقنا" قالي "ما إحنا متدايقين، و أنا بحب مصر زي ما بحب الجزائر و بعدين ده تخلف، إلخ"
المهم الراجل خدته الحماسة و بدأ يدمع لحد ما قعد يحكيلي عن خاله الطيار اللي حارب في ثلاثة و سبعين و إزاي حكلهم لما كان سيستشهد و قصة درامية مأساوية نسيتني الماتش و المصايب و كنت هنسى الصلاة، و بعدها الراجل قالي "يا إبني، إن كنت تعرف توصل صوتي لمصر وصلوا، و الله إحنا بنحبكم و إحنا شعب واحد و دولة واحدة" و حلف يديلي واحدة من الحلويات اللي بيبعها من غير ما ياخد ثمنها عشان يعرفني قد إيه بيحبنا، و كان طعمها تحفة الصراحة.
توقعت رأي الشباب الغاضب لكلامه – و كلامي - و إنه إحتمال كبير يكون "** ***” .
المهم، رحت الصلاة، و بعدها برضه بسأل واحد أحط الجزمة فين بالإنجليزي قالي "إحكيني عربي" كنت لسة هتسحب من لساني ثاني بس قلبت فوكس لقيت وراه شباب في الجامع لفين علم الجزائر عليهم قمت إصطنعت اللهجة السعودي في لحظة و قلتله إني من السعودية (بما إني إتربيت هناك فبعرف أصطنعها) و حسيت للحظة إني إسرائيلي بيهرب من محارق اليهود أو فلسطيني بيحاول يعدي عشان يفجر تل أبيب. قام أخينا خدني بالحضن و لما عرف إني سايح هنا كان هيموت ياخدني يفرجني البلد و أنا خايف اللهجة السعودي تخوني، قمت فاكك منه و ديلي في سناني.
المهم بعدها بشوية دخلت محل أدوات موسيقية بسأل أم البياع طلع برضة جزايري، بس كان سامعني بتكلم مع أحمد رشوان (مخرج مصري معايا، أخرج فيلم بصرة) و قالي "إنتم مصريين" قمت هرجت "إوعى تكون جزايري" قالي "آه، ماقلتليش ليه إنك مصري؟" قلتله يا عم خفت مانتم بتموتونا، قالي "شوف، أنا من الجزائر و عايش في باريس، و إسمي نيل على إسم نهر النيل و صديقي اللي عايش معه مصري من الإسكندرية، لو شفته بيتخانق مع أخويا أضرب أخويا، و حكالي إزاي في قهاوي الجزائر قعدوا يحضنوا بعض بعد جون حمص في إيطاليا"
إتأثرت الصراحة، و اللي حصل ده كان زي المية اللي نزلت على النار اللي كانت جوايا، أصل إن كان عليا إمبارح كنت أفجر نفسي في سفارتهم، بس اللي حصل ده فكرني إننا بشر زي بعض، مش هقول عرب و مسلمين و شعب واحد و حمادة صدقي، هقول إن في ناس هناك و ناس عندنا من وطنيتها و من جوعها لإيجاد هدف و من غيرتهم على بلدهم و عشان نفسهم يحطوا مشاكلهم في شكل عدو مادي، و عشان نفسهم في حاجة تنفس عن غضبهم، زودوا العملية، خلوا شوية متعصبين زبالة هما الشعب الجزائري، زي ما هما حطوا شوية رمم متعصبين الشعب المصري.
أنا بقيت متعاطف معاهم، و متعاطف مع الشباب الغلابة اللي منهم أنا، اللي للأسف، للأسف، ماحدش علمه كفاية أو فهمه كفاية إنه يبص على الصورة الكاملة و إزاي يتحكم في غضبه و في طاقته السلبية أو حتى الإيجابية.
لو عندنا الطاقة ديه و نفسنا نحارب، و نفسنا نكسب، و نفسنا نوصل للعالمية، ياللا نحط عليها حبة عقل، رشة عقل، و نوجهها، و كل واحد يبص لنفسه و يبقى هو منتخب مصر، و يكسب في اللي بيعمله و يوصل بيه للعالمية، و يفرح بيه الشعب الغلبان ده.
باب الشتيمة مفتوح لو حاد عايز يسبلي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق