اليوم ذكرى إستشهاد ثلاث شموس حمساويه |
24/11/2009 يزدحم الرابع والعشرين من نوفمبر من كل عام بذكريات البطولة والجهاد, حيث ذكرى استشهاد ثلاثة من أعلام الجهاد الفلسطينيين الذين على يديهم جاء الحق وزهق الباطل, حقُ شعبٍ في العيش بكرامة فوق أرضه, وباطلُ احتلالٍ لا شك زائل. وعلى الرغم من أن الأرض التي ارتشفت دم الشهيدين عماد عقل, ومحمود أبو الهنود, والشهيد عبد الله عزام لم تكن واحدة, فهذه فلسطينية, وتلك أفغانية, إلا أن المنبت كان واحد: فلسطين, والعدو كان واحد: المحتل, والسبيل كان واحد: الجهاد, والحلم كان واحد: الشهادة, في يوم وشهر واحد: 24/11 يحيي المجاهدون في العالم الإسلامي اليوم ذكرى استشهاد ثلاثة أعلام من أعلام الجهاد والمقاومة, لم يهدأ لهم بال, ولم يسكن لهم جسد, ولم يقف لهم لسان, في سبيل قضية عادلة في وجه عدو محتل يتوزع في الأرض. عبد الله عزام : عزم لا يلين .. ففي مثل هذا اليوم من عام 1989م تم اغتيال الدكتور عبد الله عزام (ولد عام 1941) وولديه محمد (20 عاما) وإبراهيم (15 عاما) في بيشاور بباكستان بتفجير لغم بسيارته. ويعتبر عزام الأب الروحي للعرب الذين شاركوا مع الأفغان في مقاومة الاحتلال الروسي لبلادهم. ولد في قرية "سيلة الحارثية" قضاء جنين في فلسطين، وتلقى علومه الابتدائية والإعدادية في مدرسة القرية وأكملها في معهد خضوري الزراعي في مدينة طولكرم، وعين بعد ذلك معلما في منطقة الكرك (جنوب الأردن) مطلع الستينيات، ثم نقل بعد ذلك إلى مدرسة برقين في الضفة الغربية، وتابع دراسته الجامعية في جامعة دمشق (كلية الشريعة) ونال منها شهادة الليسانس في الشريعة. شارك في التصدي لقوات العدو الصهيوني خلال عدوانه على الضفة الغربية عام 1967، وانضم إلى العمل الفدائي المقاوم، حيث شارك في عدد من العمليات داخل فلسطين، وبعد أحداث أيلول 1970 في الأردن، توجه إلى مصر حيث درس الماجستير في الأزهر الشريف، ومن ثم عاد إلى الجامعة الأردنية محاضرا في كلية الشريعة (1970 - 1971)، وأوفد للقاهرة عام 1973 لإتمام شهادة الدكتوراه. واصل بعدها التدريس في الأردن حتى عام 1980، حيث فصل من الجامعة الأردنية، ومن ثم غادر إلى السعودية للعمل في جامعة الملك عبد العزيز في جدة عام 1981، وانتدب بعدها للعمل في الجامعة الإسلامية الدولية في إسلام آباد في الباكستان، حيث استقال عام 1983 وانخرط بعد ذلك في "الجهاد الأفغاني" من خلال تأسيس "مكتب الخدمات" الذي كان يوجه العرب لخدمة الجهاد الأفغاني ويتولى تنظيم نشاطات تعليمية وتربوية وصحية واجتماعية وإعلامية في أنحاء أفغانستان. محمود أبو هنود : أمل جديد .. في حين يستذكر الفلسطينيون في ذات اليوم من عام 2001م المجاهد القائد محمود أبو هنود قائد الجناح العسكري لكتائب عز الدين القسام" في الضفة الغربية الذي اغتالته قوات العدو مع اثنين كانا معه عندما أطلقت طائرة "أباتشي" صهيونية عشرة صواريخ باتجاه مركبتهم شمال مدينة نابلس، وهما أيمن رشيد حشايكة (35 عاما)، وشقيقه مأمون ( 29 عاما) من بلدة طلوزة. ولد شهيدنا المجاهد بتاريخ 01/07/1967، أكمل دراسته الثانوية في القرية "عصيرة الشمالية" والتحق في العام 1995م بكلية الدعوة وأصول الدين بالقدس المحتلة حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية. شهيدنا طويل القامة, عريض المنكبين، بيضاوي الوجه ,صاحب عيون خضر، بشرة بيضاء. مع انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولي 1987م سارع أبو هنود للمشاركة في فعالياتها فأصيب في العام 1988م بجراح خطيرة جراء عيار ناري خلال مواجهته لجنود الاحتلال, وتم اعتقاله لاحقا لعدة شهور في معتقل مجدو. وبعد إطلاق سراحه اصبح أبو هنود عضوا ناشطا في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في منطقة نابلس, وفي شهر كانون أول عام 1992م كان هو وخمسة آخرين من بلدته عصيرة الشمالية من بين 400 عضو في حركة حماس والجهاد الإسلامي ابعدوا إلى جنوب لبنان. بعد أن وضع الكيان أبو هنود على رأس المطلوبين له، بدأ بالعمل الفعلي للتخلص منه، حيث تعرض لمحاولة اغتيال في 26-8-2000، ولكنه أصيب بجراح وتمكن من الفرار بعد أن أجهز على اكثر من ثلاثة من جنود الوحدات الخاصة الصهيونية، وأصاب العديد منهم بجراح مختلفة، مما ساهم في زيادة الحنق الصهيوني عليه، والسعي اكثر للقضاء على أبو هنود الذي مرغ انف جنود الاحتلال في الوحل. والمحاولة الثانية للقضاء على أبو هنود كانت في 20-5-2001، بعدما قصفت طائرات من نوع "إف 16" صهيونية لأول مرة السجن المركزي لمدينة نابلس بالضفة المحتلة، حيث تحتجز السلطة الفلسطينية المجاهد "محمود أبو هنود" قائد الجناح العسكري لكتائب القسام ، وللمرة الثانية يخرج أبو هنود حيا من تحت الأنقاض، وهو لا يزال يمسك بيديه مصحفا كان يقرأ فيه لحظة القصف. هاتان المحاولتان الفاشلتان لم تثنيا قوات الأمن الصهيونية عن الجد في طلب قائد الجناح العسكري في حماس في الضفة المحتلة، فكانت المحاولة الثالثة ، والتي استشهد فيها المجاهد أبو الهنود ، حيث أقدمت طائرات اباتشي صهيونية مساء أمس الجمعة على قصف سيارته بخمسة صواريخ أدت إلى استشهاده هو واثنين من رفاقه . لوحة شرف !! ويتهم الشهيد محمود أبو هنود بالوقوف وراء تجنيد الاستشهاديين الخمسة الذين فجروا أنفسهم عام 1997م , وتبين أن معظمهم خرج من قرية عصيرة الشمالية شمال نابلس الخاضعة للسيطرة الأمنية الصهيونية، وتشير مصادر أمنية الصهيونية أن أبو هنود احترف فن الاختفاء, والمراوغة مستغلاً عيونه الزرقاء وشعره الأشقر. ومن بين العمليات التي تعود المسؤولية عنها إلى خلية أبو هنود: · تشرين ثاني 1995: إطلاق نار باتجاه سيارة أحد حاخامات المستوطنين المتطرفين قرب مستوطنة "كوخاف يعقوب" مما أدى لإصابة الحاخام بجروح. · كانون الأول 1995: إطلاق نار باتجاه سيارة عسكرية صهيونية قرب وادي الباذان "شرق نابلس" من دون وقوع إصابات. · أيار 1996: إطلاق نار على حافلة مغتصبين في مغتصبة "بيت ايل" مما أسفر عن مقتل مستوطن واصابة 3 آخرين بجروح. · أيار 1996: إطلاق نار على سيارة عسكرية لقوات الاحتلال في جبل "عيبال "قرب نابلس مما أدى إلى جروح ضابط صهيوني بجروح طفيفة. · أيار 1997 : إطلاق نار على سيارة صهيونية قرب مغتصبة "الون موريه " من دون وقوع إصابات. · تموز 1997 : تفجير عبوة ناسفة "جانبية" ضد سيارة جيب تابعة لقوات حرس الحدود الصهيونية على الطريق المؤدي لـ "مسجد النبي يوسف " في مدينة نابلس ، أسفرت عن إصابة جنديين صهاينة بجروح . تموز 1997: عملية تفجير استشهادية مزدوجة في سوق "محانيه يهودا" في القدس الغربية أسفرت عن مقتل 16 صهيونيا واصابة 169اخرين بجروح مختلفة. · أيلول 1997 : تنفيذ عملية تفجير استشهادية " مزدوجة" في شارع "بن يهودا" أسفرت عن مقتل 5 صهاينة واصابة اكثر من 120 بجروح. عملية استشهادية في المركز التجاري الرئيس وسط القدس الغربية أسفرت عن مقتل خمسة صهاينة وجرح حوالي 169 آخرين تشرين الثاني1997 : محاولة فاشلة لاختطاف جندي صهيوني. عماد عقل : جنرال حماس .. كما ويحيي المجاهدون والأحرار في اليوم ذاته من اشهر ذاته ذكرى استشهاد المجاهد القائد: عماد حسن عقل, الذي جعل من العدو سخرية في شوارع فلسطين. في التاسع عشر من يونيو من عام ألف وتسعمائة وواحد وسبعين يطل (عماد حسن إبراهيم عقل) إلى الدنيا في مخيم جباليا ، وكان الوالد الذي يعمل مؤذناً لمسجد الشهداء في مخيم جباليا قد اختار لابنه الذي جاء ثالثاً بين الذكور هذا الاسم (عماد) تيمناً بالقائد المسلم (عماد الدين زنكي) الذي قارع الصليبيين، في الوقت الذي كانت كل القيادات متخاذلة . نشأ (عماد) وتربى على طاعة الله في هذا البيت المتدين الفخور بعقيدته ، وبدا واضحاً منذ نعومة أظافره تمتعه بالذكاء والعبقرية ، ولهذا صمم والده على أن يواصل مسيرته التعليمية حيث تفوقه بحصوله على مرتبة متقدمة بين الأوائل ، وكما كان متوقعاً أحرز (الشهيد عماد عقل) الترتيب الأول على مستوى المدرسة وبيت حانون والمخيم في شهادة الثانوية العامة (التوجيهي) بعد ذلك تقدم بأوراقه وشهاداته إلى معهد الأمل في مدينة غزة لدراسة الصيدلة ، إلا أنه ما إن أتم إجــــراءات التسجيل ودفع الرسوم المقررة حتى وجد جنود الاحتلال يعتقلونه في 23/9/1988م ويقدمونه إلى المحكمة بتهمة الانتماء لحركة (حماس) والمشاركة في فعاليات الانتفاضة المباركة. واكبت حركة (عماد) ونشاطه وقوة حبه للجهاد وقتال اليهود اشتعال الانتفاضة الفلسطينية المباركة وتصاعد وتيرتها وامتدادها على طول رقعة الوطن المحتل ، وما أن أطلقت (حركة الإخوان المسلمون) في قطاع غزة لشبابها وأنصارها العنان لقيادة المظاهرات وتوجيه الجماهير منذ الثامن من كانون أول (ديسمبر) من عام 1987 حتى تقدم الشهيد الصفوف مشكلاً المجموعات من الشباب المسلم في المخيم لملاحقة جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين الذين كانوا يعيثون فساداً وتخريباً . شارك الشهيد في كتابة الشعارات الجدارية ضد العدو الصهيوني، وعرف عنه ولعه الشديد بالمظاهرات والمسيرات الاحتجاجية ، فشارك في الكثير من فعاليات الانتفاضة ضمن مجموعات السواعد الرامية التي تكونت في المخيم بعد انبثاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) جناحاً ضارباً (لجماعة الإخوان المسلمين) في الضفة الغربية وقطاع غزة . الأول والأخير وباعتقال مجموعة كبيرة من كوادر وشباب حماس في ما يسمى ضربة آب (أغسطس) 1988، تعرض (عماد) وشقيقه (عادل) للاعتقال في الثالث والعشرين من أيلول (سبتمبر) من ذلك العام حيث أودع السجن ثمانية عشر شهراً إثر صدور الحكم عليه من محكمة عسكرية ظالمة بتهمة الانتماء لحركة حماس ، والمشاركة في فعالياتها وتكوين مجموعات مجاهدة وإلقاء زجاجات حارقة ، وما أن خرج الشهيد رحمه الله من المعتقل في آذار (مارس) 1990 حتى عاد إليه مرة أخرى إذ وجهت إليه سلطات الاحتلال تهمة تجنيد أحد الشباب المجاهدين في تنظيم حماس، فقضى الشهيد في المعتقل هذه المرة شهراً آخر بعد أن تيقنت أجهزة المخابرات الصهيونية أنه اعترف في المرة السابقة بالتهمة التي وجهت إليه . موعد مع القدر في ليلة معتمة كان المجاهدان مجدي حماد ومحسن العايدي على موعد مع القدر ، فقد وقع المجاهدان في الأسر أثناء محاولتهما عبور خط الحدود الدولية بين فلسطين المحتلة ومصر بالقرب من مدينة رفح في السادس والعشرين من كانون أول (ديسمبر) 1991 ، ليرسلا فوراً إلى قلعة الأبطال (سجن سرايا غزة) حيث يمارس التعذيب البشع والحرب النفسية والإرهابية ضد المجاهدين البطلين حتى تبدأ الصفحة المختفية في الظهور وتبرز الكلمات والخطوط والأسماء أمام عيون الجلادين الصهاينة ، فاضطر المجاهد مجدي تحت هذا التعذيب إلى الكشف عن أسماء أعضاء مجموعة ( الشهداء ) التي كان عضواً فيها ، منذ ذلك التاريخ أصبح شهيدنا البطل مطلوباً لقوات الاحتلال وأجهزة مخابراتها ووحداتها الخاصة والمستعربة. لكن شهيدنا الذي هزم الخوف منذ أن بايع على الشهادة راح يواجه واقعه الجديد بشجاعة وإقدام، وإذا كان مجدي قد اضطر إلى الاعتراف بأن (عماد عقل) هو ضابط اتصال المجموعة ، فإن الشهيد القائد لم يرتعب ولم يضعف، بل زاده هذا الأمر شجاعة وفرض عليه في نفس الوقت أن يظل على أهبة الاستعداد يحمل روحه على كفه وبندقيته على كتفه، فقد عزم على الجهاد حتى الشهادة ورفض أن ينسحب من الميدان ويخرج خارج الوطن وبقي وفياً لقسمه، إذ نقل عنه - رحمه الله - عند بداية مطاردته قوله : " من الآن فصاعداً فأنا مطارد للاحتلال وعليه سوف أذيقهم العلقم بإذن الله". حياة الإخوة عاش شهيدنا البطل مع إخوانه الخمسة المطاردين حياة الأخوة بمعناها الحقيقي ، ومما يسجل للشهيد ما يرويه أحد الإخوة المجاهدين الذين عرفوه ، إذ يقول هذا الأخ : في أحد مكامنه كنت وأحد الإخوة معه فقمنا نصلي ، ففضل البقاء في حراستنا ثم صلى بعد ذلك حتى لا نؤخذ على حين غرة ، كان خلال ذلك يحرث الغرفة جيئة وذهاباً وكأنه يفكر في أمر يشغله ، وضع بعدها لنا الطعام فما يتناول سوى لقيمات قائلاً لا أريد الإكثار حتى لا أتثاقل إلى الأرض فيشغلني ذلك عن مقارعة أعداء الله . ضاقت مدينة غزة بمطاردي مجموعة الشهداء ، فقد انضم عشرة أخوة مجاهدين من (كتائب الشهيد عز الدين القسام) إلى قائمة المطاردين الجدد ، والخوف من أعمال التمشيط العسكري للبيارات والملاجىء والمنازل أصبح هاجساً يتملك المطاردين في هذه البقعة الصغيرة ، إلى جانب شح السلاح في ذلك الوقت . إلى الضفـة وأمام هذا الوضـع الجديد ، وحفاظاً على الإخوة المطاردين وتوفيراً للجهد المضني في توفير الملجأ ، وتسهيل الحركة لهذه الأعداد تم التخطيط لخروج مطاردي (مجموعة الشهداء) من قطاع غزة والانتقال إلى الضفـة الغربية حيث تم تشكيل الجهاز العسكري لحركة حماس هناك وحمل أيضاً اسم (كتائب الشهيد عز الدين القسام) اسوة بما هو معمول به في قطاع غزة. وكذلك جاء اختيار مجموعة الشهداء الانتقال إلى الضفة الغربية اختياراً موفقاً ، فقد خفف الانتقال العبء عن قطاع غزة من جانب وأعطى دفعة قوة للضفة الغربية بتكوين الخلايا المسلحة التابعة لكتائب القسام من جهة أخرى . وقبل الانتقال مع مجموعة الشهداء إلى الضفة الغربية ، لابد من الوقوف مع الحدث البارز في سجل عماد عقل في تلك الفترة ، ألا وهو أول عملية عسكرية له ضد جنود الاحتلال ، ففي الرابع من آيار (مايو) 1992م أطلق عماد عقل رصاصه القسامي مستخدماً بندقية كارلو غوستاف ضد قائد الشرطة في قطاع غزة الجنرال (يوسيف آفنيبغد) أن أوقعته المجموعة في كمين نصبته له عند مفترق الشيخ (عجلين) ، غير أن العملية لم تسفر إلا عن إصابة سيارة (الشاباك) المرافقة له . انتقل الشهيد (عماد عقل) عن طريق حاجز إيرز وهو المعبر الوحيد الذي يربط قطاع غزة بفلسطين المختلة عام 1948 إلى الضفة الغربية في الثاني والعشرين من آيار (مايو) 1992 ، واستقر في مدينة القدس وما هي إلا أيام قليلة حتى تبع الشهيد إلى القدس وبنفس الطريقة بقية أفراد المجموعة حيث تم استئجار شقتين آخريين في رام الله. العودة .. غادر شهيدنا البطل مدينة خليل الرحمن في الثالث والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1992م ، متجهاً إلى قطاع العز والكرامة حيث استطاع اجتياز كافة الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش التي أقامها جيش الاحتلال ودخل عبر بوابة حاجز إيرز الذي يربط القطاع بالمناطق المحتلة عام 1948 متخفياً في زي مستوطن يهودي ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على جرأة وشجاعة منقطعة النظير ناهيك عن مقدرة فائقة على التأقلم وسرعة البديهة . لم يكن الوضع في قطاع غزة بأخف وطأة على الشهيد القائد وإخوانه المطاردين ، فقد اشتدت الإجراءات الصهيونية وازدادت قساوة في مختلف مدن وقرى ومخيمات القطاع مع التصعيد الجهادي المتميز لكتائب الشهيد عز الدين القسام . ومع ازدياد الضغط الذي يشكله وجود عشرات المطاردين دون أن يكون في مقدور مسئوليهم توفير الملجأ الآمن في أعقاب سياسة تدمير المنازل ، حينها قررت (قيادة كتائب الشهيد عز الدين القسام) الطلب إلى عدد كبير من هؤلاء المطاردين الاستعداد لمغادرة القطاع وعبور الحدود باتجاه مصر حيث بدأ المجاهدون المطاردون بالخروج على شكل مجموعات صغيرة ، وعندما جاء الدور على الشهيد (عماد عقل) اعتذر عن الخروج بإصرار ، فقد كان رحمه الله عازماً على الجهاد حتى الشهادة ، فرفض أن ينسحب من الميدان أو أن يخرج مغادراً الوطن الذي يحبه دون أن يقاتل حتى الرمق الأخير . وبقي وفياً لقسمه ، قسم المؤمنين بالجهاد حلاً وحيداً لتحرير كل فلسطين حتى أكرمه الله بالشهادة ، ومما قاله لمسؤوليه الذين عرضوا عليه الخروج تلك العبارة الخالدة : " سأبقى في فلسطين حتى أنال الشهادة وأدخل الجنة ، هذا جهاد نصر أو استشهاد " الشهادة .. لبى شهيدنا البطل الذي كان صائماً في ذلك اليوم ، طلب بعض الشباب بأن يتناول طعام الإفطار معهم في بيت لآل فرحات بجانب سوق الجمعة ومسجد الإصلاح بحي الشجاعية بمدينة غـزة ، وبعد تناوله الإفطار بمدة نصف ساعة ، أي في الساعة الخامسة والربع من مساء الأربعاء الموافق 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 1993 ، والذي يصادف الذكرى الرابعـة لاستشهاد الشيخ (عبد الله عزام) ، وبعد أربعة أيام من ذكرى استشهاد الشيخ (عز الدين القسام) ، شعر البطل بأن المكان محاصر من قبل قوات كبيرة من الجيش وحرس الحدود لم يشهد لها سكان الشجاعية مثيلاً من قبل ، حيث قدرت بأكثر من (60) سيارة عسكرية من مختلف الأنواع والأحجام ، إضافة لسيارة إسعاف عسكرية وسيارة لخبراء المتفجرات ومطاردة طائرة مروحية حلقــــت فوق المكان إلى جانب عدد كبير من سيارات الوحدات الخاصة ، وشمل الحصار العسكري الذي شارك فيه المئات من الجنود الصهاينة وعدد من ضباط الاستخبارات بقيــــادة قائد المنطقة الجنوبية كافة أنحاء المنطقة الشرقية من حي الشجاعية ومنطقة سوق الجمعة واعتلى العشــــرات من هؤلاء الجنود أسطح المنازل المحيطة بالمنزل الذي تحصن فيه الشهيد القائـــــد. وفيما بدت المنطقة أشبه بثكنة عسكرية حيث تواصل قدوم التعزيزات العسكرية أخذ أسطورة غزة بالانتقال من مكان إلى آخر باتجاه جنود الاحتلال من مسدس عيار 14 ملم كان بحوزته، يروي أصحاب المنزل بأن الشهيد القائد قال:"حضر الآن موعد استشهادي ــــــــــــــــ المصدر : كتائب القسام |
HELP AQSA
الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009
اليوم ذكرى إستشهاد ثلاث شموس حمساويه
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق