الباحث أندرو هيلمز:
- المهنية والرصانة أهم سمات الموقع
- التبويب الشامل يغطي رغبات الزوار
- تحديث الأخبار سريع وبلا أخطاء فنية
- الوسائط المتعددة نجحت في شد الانتباه
- وسيلة فعالة لاتصال الجماعة بالجماهير
- يقدم تغطية واسعة لمختلف الموضوعات
- يناقش الفنون ويعرض تركة الجماعة الأدبية
كتب- حسن محمود وإسلام توفيق:
أشاد أندرو هيلمز، الباحث في مركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورج تاون الأمريكية بمهنية موقعي جماعة الإخوان المسلمين (إخوان أون لاين) و(إخوان ويب)، مؤكدًا أنهما استطاعا أن يخاطبا الجمهور بمهنية رصينة عن مواقف الجماعة في الداخل والخارج.
وقال في ورقة بحثية تحت عنوان "الإنترنت وسياسة الإسلاميين في الأردن والمغرب ومصر" التي حصل (إخوان أون لاين) على نسخة منها: إن جماعة الإخوان المسلمين بما وضعت في موقعها من مهنية رصينة، باللغتين الإنجليزية والعربية، قد قامت على مخاطبة الجمهور على الصعيدين المحلي والدولي في الإعلان عن المواقف وترويج السياسات".
وأكد أن موقع جماعة الإخوان المسلمين على شبكة الإنترنت (إخوان أون لاين) والنسخة الإنجليزية (إخوان ويب) متطورٌ للغاية؛ حيث يعتمد سياسة احترافية وقائدة للمواقع الإسلامية الأخرى.
أداء رائع |
غلاف الورقة البحثية |
وخص أداء موقع (إخوان أون لاين) بالإشادة وتسليط الضوء عليه قائلاً: إن الموقع رائع جدًّا ومدار بتقنية عالية جدًّا والأكثر فعاليةً من خلال استخدام تقنيات عالية الجودة برسالة تصل إلى الجماهير المحلية والدولية".
وأشاد بتخطيط الموقع، موضحًا أنه تم تخطيط أقسام الموقع بشكلٍ واضح جدًّا، مع العديد من الوصلات على الجانب الأيمن لمعالجة مواضيع مثل الثقافة والفن، وفلسطين، والشباب، وتاريخ الإخوان المسلمين وغيرها، بالإضافةِ إلى شريط معلومات متحرك يعرض المستجدات الخبرية.
كما أشاد بتحديث أقسام الأخبار، مشيرًا إلى أنه يتم تحديثها بشكلٍ مستمر على طيفٍ واسعٍ من الموضوعات ذات الصلة، موضحًا أنه من الناحية الفنية، لا يحتوي الموقع على "روابط فاسدة" أو "أخطاء فنية".
ولفت الباحث الانتباه إلى أن الموقع يُغطي مجموعةً واسعةً من الموضوعات، ويقدم للمشاهدين معلومات حول مجموعة من القضايا السياسية والاجتماعية والدينية.
وأشار إلى أن الموقع مهتم بتقديم صورة تاريخية شاملة عن الجماعة قائلاً: إنه يمكن للزوار والمهتمين بتاريخ جماعة الإخوان المسلمين قراءة تاريخ واسع من القسم الذي يغطي ثمانين عامًا من وجودها داخل قسم "البنا والإخوان"، كما يمكن للمشاهدين استعراض الكتابات التاريخية لمؤسس الجماعة، ووثائق الشخصيات المهمة الأخرى داخل الجماعة، فضلاً عن الأدبيات العامة للتنظيم ونهجه في مكافحة الفساد داخل المجتمع المصري".
وأوضح أن الموقع يُقدِّم معلومات وافية عن الأنباء المتعلقة بالإخوان المسلمين في مصر فيما يتناول قسم "عرب وعجم" تسليط الضوء على الأحداث في جميع أرجاء المنطقة والعالم، ويقدم تقارير متعمقة عن أحداث من قبيل زيارة الرئيس كارتر لسوريا، والأفق السياسي في باكستان، فضلاً عن وضع المسلمين في فرنسا.
وأشار إلى تقارير باب "ثقافة وفنون" تركز على مناقشة الأفلام العربية والدولية الأخيرة، والتركة الأدبية لجماعة الإخوان المسلمين ووضع الآثار في منطقة الشرق الأوسط.
وأشاد بدور الموقع في تقديم طيف واسع من الوسائط المتعددة؛ حيث لفت الانتباه إلى أنه في قسم "الوسائط المتعددة" يمكن للجمهور مشاهدة تسجيل لقطات من البرامج التلفزيونية من قناة (المنار) التابعة لحزب الله، أو مشاهدة المناقشات التي جرت مؤخرًا حول دور الإسلام في المجتمع، وكذلك العيش مع تلاوات قرآنية من المملكة العربية السعودية والقاهرة وفلسطين، إلى جانب صور الفيديو الحدثية من احتجاجات المحلة الكبرى، كما يمكن للمشاهدين تحميل الأغاني الوطنية المصرية للتعبير عن حبهم للحرية إلى جانب قسم روابط لتنزيل النغمات والخلفيات.
وحيَّا الباحث دور (إخوان أون لاين) في تقديم صورة واسعة من المنظمات السياسية والمعتقدات الدينية، مؤكدًا أن جميع أقسام الموقع تقوم على مناقشة دور الإسلام في المجتمع الحديث والتفاعل بين السياسة والدين.
وأشار إلى أنه لم يستطع إجراء تحليل كامل للموقع؛ نظرًا لما أسماه "الكم الهائل من المعلومات الموجودة على الموقع"، مؤكدًا أن هذا يحول دون إجراء تحليل كامل للموقع.
ولفت الباحث الانتباه إلى أن الموقع يجري استطلاعاتٍ للمشاهدين، مشيرًا إلى أن هذا يُمكِّن القُرَّاء من التعبير عن آرائهم بشأن قضايا مثل الواجبات الدينية، والقرارات السياسية والأحداث الجارية.
وأوضح أن (إخوان أون لاين) يُسهِّل للمشاهدين الاتصال بسهولة بجماعة الإخوان المسلمين من خلال وصلات متنوعة وبأشكال مختلفة في جميع أنحاء الموقع.
وأشار إلى أن "الكتاب المنتمين للجماعة" يقومون بتحديث مقالاتهم اليومية على الموقع حيث يضم العديد من المقالات الإخبارية تخص مجموعة متنوعة من الموضوعات حول الأحداث والقضايا ذات الصلة التي تهم المشاهد المصري أو العربي.
"إخوان ويب"
وحول موقع "إخوان ويب" أشار الباحث إلى أن "ويب" يشبه إلى حدٍّ كبير المواقع الإخبارية في الولايات المتحدة، موضحًا أنه يعتمد رسالةً واضحةً مصممة خصيصًا للوصول إلى جمهور دولي أكثر تشككًا في إيمان "جماعة الإخوان المسلمين" بقيم الديمقراطية، على حدِّ تعبيره.
وأشار إلى أن "ويب" يركز على قضايا بارزة، مثل التعذيب، ودراسات الإسلام السياسي، وإيران، والأقباط، والديمقراطية؛ مؤكدًا أن المراقب يرى أن كثيرًا من هذه الموضوعات تعكس القضايا الشعبية داخل وسائل الإعلام الغربية، وداخل الحركات السياسية والدينية المعاصرة في الولايات المتحدة وأوروبا.
وحيَّا معالجة "ويب" للقضايا المختلفة، مشيرًا إلى أن القضايا التي يتم تسليط الضوء عليها داخل الموقع تعتبر بمثابة جسر من التفاهم والتقارب بين المشاهدين الغربيين و"جماعة الإخوان المسلمين".
ولفت الانتباه إلى أن المراقب للموقع يتأكد له أن "جماعة الإخوان المسلمين" قادرة على نقد الذات والانفتاح على الآخر، قائلاً: المشاهدون لا بد، وأن يحيط بهم فكرة قبول الإخوان المسلمين للآخر وآرائه إذا ما تصفحوا أقسام الموقع.
ووصف الباحث "ويب" بأنه يعتبر بمثابة غرفة للمعلومات للصحفيين الغربيين الذين يرغبون في كتابة تقرير عن جماعة الإخوان المسلمين، أو ما أسماه "الإسلام السياسي".
حزب العمل الإسلامي
كما تناولت الورقة الحديث عن موقعي "حزب العمل الإسلامي" بالأردن و"حزب العدالة والتنمية" بالمغرب كنموذجين للمواقع الإسلامية المعتدلة في الوطن العربي.
وعن موقع جبهة العمل الإسلامي أكد الباحث الأمريكي أنه على الرغم من تواضعه من الناحية الجمالية، وافتقاره إلى تقنيات خطف الأبصار من الرسومات والصور العالية الجودة؛ إلا أنه من ناحية الإستراتيجية يقدم عددًا من القضايا الحيوية المرتبطة برسالة الجبهة.
وأشار إلى أن الباب الذي يحمل اسم "أهدافنا" يخدم الأهداف السياسية والدينية للجبهة بصورة فاعلة، ويوضح أهداف الجبهة من خلال دعم المؤسسات الدينية ونشر الرسالة الإسلامية من خلال الدعوة الفعالة والإرشاد الديني، إلى جانب السعي لتحقيق وحدة الأمة، والحرية، ومقاومة النفوذ الاستعماري والأجنبي، والتنمية الشاملة للمجتمع من منظور إسلامي.
كما أشاد الباحث بأبواب الموقع التي تساعد على تشجيع الاتصال بين مستخدمي الموقع وجبهة العمل الإسلامي من خلال القائمة البريدية وروابط المعلومات الدينية من القرآن والحديث.
وأضاف: على الرغم من وجود نقص في التطور العام للموقع، تعتبر الروابط المفقودة والأخطاء الفنية في الموقع قليلة جدًّا.
وأوضح أن الموقع يقدم معلومات ذات قيمة كبيرة في كل المجالات عن طريق قسم الأخبار وعرض المقالات حول عدد من الموضوعات- وخاصة الموضوعات ذات الاهتمام الإسلامي كـ"القضية الفلسطينية"- فضلاً عن الجداول الزمنية لنواب جبهة العمل الإسلامي، والاحتجاجات، وتقارير القضايا الاقتصادية، وغيرها من الموضوعات ذات الصلة بالمواقف السياسية والدينية لحزب الجبهة.
واستطرد: تأتي مقالات الرأي المعروضة في الموقع لتعبر عن مواقف الجبهة، وليس بالضرورة عرض تنوعات فكرية بعينها.
كما أشاد بالقسم الخاص بآراء المشاهدين، والذي يقدم قائمةً من الآراء والفتاوى فيما يتعلق على وجه التحديد بقضايا سياسية، مثل دعم "حزب الله" في لبنان، ومعتقل جوانتانامو، ودور الحكومة في العراق، واحتلال أراضي المسلمين من قبل القوات العسكرية الأمريكية.
ولكنه عاد وانتقد أهداف موقع الحزب، واعتبرها محدودةً نوعًا ما، مشيرًا إلى أن من يتصفح الموقع بنسخته الإنجليزية سيجده موجهًّا للداخل فقط، مما يعكس تباينَ استغلال الفضاء الإلكتروني من قِبل تنظيمات الإسلام السياسي، على عكس ما يسير عليه "موقع جماعة الإخوان المسلمين" في مصر.
العدالة والتنمية
وعن موقع حزب العدالة والتنمية بالمغرب على شبكة الإنترنت قال الباحث الأمريكي: إنه موقع لافت ذو واجهة بسيطة، موجهة نحو جمهور الناطقين باللغة العربية؛ وأنه مليء بالمعلومات عن مجموعة متنوعة من الموضوعات ذات الصلة ببلاد المغرب والسياسة والإجراءات والمواقف السياسية لحزب العدالة والتنمية.
ولكنه عاب على الحزب عدم تبنِّيه أي نسخة إنجليزية أو فرنسية له، فضلاً عن عدم وجود آليات للتواصل بين جمهور الزائرين ومسئولي الحزب، في الوقت الذي أشاد فيه بالموقع وتنظيم معلوماته بكفاءة، إلى جانب حسن المظهر وسهولة تناوله من قبل زوَّاره؛ وذلك لتناوله مجالات محددة.
وأشاد بالجودة العالية للرسومات المعروضة والتركيز العالي لما هو مكتوب ومنشور بالموقع، كما أشاد بتخطيط الموقع وتوجيه المستخدمين إلى وصلات جانبية، فضلاً عن المقالات الإخبارية الحديثة الموجودة في قلب الصفحة.
وعن مجالات الاهتمام على الصفحة الرئيسية قال الباحث الأمريكي: إنها تشمل حملة متصلة ودائمة لفك الحصار المفروض على غزة، ووصلات للنشرة الرسمية للحزب؛ التي تحمل نفس اسم الموقع، معربًا عن سعادته بوضع إمكانية للزوار للحصول على وثائق الحزب الرسمية التي يجهزها للحملات الانتخابية، إلى جانب استطلاعات الرأي لقياس ردود فعل الزوار بخصوص الموضوعات التي تتناولها الصفحة.
ولكنه عاد ليعيب على الموقع أن به عددًا من الروابط المكسورة أو الأخطاء الفنية، إلا أنه على عمومه أكد أن موقع حزب العدالة والتنمية جذابٌ يقوم على توفير قدر كبير من المعلومات للزوار بخصوص تاريخ الحزب، وانتصاراته وسجلاته البرلمانية، ومبادئه التأسيسية، والمعتقدات التي تحفِّز على المشاركة في النظام السياسي المغربي.
وأضاف: "على نفس منوال موقع حزب الجبهة، تعتبر أهداف صفحة الحزب محدودة ومصممة خصيصًا من أجل التواصل مع الجمهور المحلي بشكل عام؛ إلى جانب عرض المعلومات والسياسات، مع شيء من النقد للنظام الحاكم، ويركز أكثر على ما يقوم به حزب العدالة والتنمية، بدلاً من التركيز على ما يهمله النظام".
واستطرد: "وبشكل مماثل لما يقوم به جبهة العمل الإسلامي، فإن العلاقة بين الأحزاب الإسلامية والأنظمة السياسية التي تعيش في أفقها تقوم على التبعية والاعتراف المتبادل، فكلا الطرفين لا يسعيان لإسقاط النظام السياسي الحالي، بل يعتمدان تحولاً تدريجيًّا يقوم على أسلمة المجتمع من الداخل".
دوافع
وعن دوافعه حول عمل هذه الورقة قال الباحث الأمريكي: تزايد استخدام تنظيمات الإسلام السياسي لشبكة المعلومات الدولية بوصفها "منتدى سياسي وديني" عالي الفاعلية، مشيرًا إلى أن الخبرة والمهارة التي تعتمد عليها الأطراف المختلفة في القدرة على الاستفادة من الإنترنت يعتمد على خبرة وأهداف الطرفين.
وأضاف: مما لا شك فيه أن استخدام جماعات "الإسلام السياسي" للفضاء الإلكتروني قد تجاوز حد "الوسيلة" ليدخل بذلك مرحلةً جديدةً تصبح فيها أدوات الماضي جسور الحاضر لاستشراف حلفاء المستقبل أو مؤيديه في رحلة البحث عن "شرعية التنظيم" أو "تنظيم الشرعية".
وأكمل: على الرغم من أن طائفةً واسعةً من تنظيمات "الإسلام السياسي" تقوم باستخدام الإنترنت كمنبرٍ لنشر وجهات نظرهم وخلق سمعة داخل الوطن وفي الخارج، إلا أن أساليب ونوايا هذه الجماعات تختلف اختلافًا كبيرًا، وتتوقف على طبيعة التنظيم.
وقال: إن ورقة بحثه سلَّطت الضوءَ على استخدام الإنترنت من قِبل ثلاثة أحزاب إسلامية معتدلة هي: "جبهة العمل الإسلامي" في الأردن، و"حزب العدالة والتنمية" في المغرب، و"جماعة الإخوان المسلمين" في مصر.
وعن الدافع الثالث قال: إنه ينطبق على وجه التحديد على جماعة الإخوان المسلمين، والتي قامت على تقديم خطاب رفيع باللغة الإنجليزية في موقع تم تصميمه على طراز المواقع الغربية؛ وذلك للوصول إلى جماهير النخب السياسية والإعلامية في العالم الغربي.
تمدد مطلوب
وخلص الباحث الأمريكي إلى أن الاتجاه الإسلامي من المشاركة السياسية من خلال شبكة الإنترنت واضح للعيان، مشيرًا إلى أن الأحزاب الإسلامية تقوم على استخدام شبكة الإنترنت لأسباب متنوعة، خصوصًا من أجل الإعلان عن مواقفها، ونشر رسائل سياسية ودينية لجمهور أوسع على الصعيدين المحلي والدولي.
ففي الوقت الذي أشاد فيه بموقع (إخوان أون لاين) طالب مَوْقِعَي جبهة العمل الإسلامي في الأردن، وحزب العدالة والتنمية في المغرب بتطوير جهازيهما الإعلامي، والخروج من خندق البثِّ الداخلي، والاهتمام بالجمهور العالمي.
وقال: إن المواقع الثلاثة قامت على تعظيم حنكتها السياسية وسمعتها، سواء في الداخل أو الخارج؛ وذلك عن طريق استثمار الإنترنت في أغراض متنوعة، فبعد أن استخدمت التنظيمات الإسلامية شبكة الإنترنت كوسيلة للتمدد بطرق معاصرة عبر أطياف المجال العام، أقامت منتديات للتنظيمات تعلن فيها عن مواقفها وآرائها؛ حيث استخدمتها كذلك في الالتفاف على القيود المفروضة على وسائل الإعلام المحلية التي تحرسها الدولة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق