شيخوخة تصارع الزمن .. من الأقرب إلى متحف التاريخ ؟؟ |
14/08/2009 *وائل الحديني " نقلاً عن مركز دراسات الجزيرة " : باستثناء القليل، يرتدي الباحثون المصريون عدسات أيدلوجية، ويغيبون العقل عند دراسة الأزمة التي تعيشها جماعة الإخوان المسلمين في مصر، ولا أقصد بالأزمة افتراض وجود خلل في الهيكل أو الرباط الفكري الذي يجمع ربما مئات الآلاف من الأشخاص المتباينين بما يهدد وجود الجماعة، بقدر ما أقصد الإشارة إلى المعارك التي تجد الجماعة نفسها فيها مرغمة أمام نظام مستبد، وبذا تتحول الدراسات التي يُفترض فيها أن تدرس الظاهرة بعمق إلى مجرد كتابات رأي سطحية تفتقد الرؤية وتبتعد عن الحيادية، لتعبر عن الآخر، وتتبنى فهمه، وتتفهم إجراءاته. لذا يجب التفريق بين الباحث والكاتب! لا أنكر أن الباحث خليل العناني يُشَرح الواقع فيما يخص العلاقة بين الإخوان والنظام بشكل -إلى حد ما جيد- لكن يبقى العنوان الذي استعرته منه عنواناً لمقالي –هذا- يمثل إطاراً كبيراً لفهمه لا يتجاوزه، كما يخرجه عن حياديته ويضعف من استدلالاته واستنتاجاته. بدايات الأزمة بدايات الأزمة في الصفحات القادمة أحاول الوقوف على أبعاد الأزمة الحالية بين النظام والإخوان في مصر مع فتح باب النقاش حول عددٍ من الأفكار التي وضعها خليل العناني حول نفس القضية في مقال له بعنوان: "النظام والإخوان في مصر، هل تتغير قواعد اللعبة؟ " والذي نشر عبر موقع مركز الجزيرة للدراسات. ـ بداية أنا لا أفترض ما ذهب إليه من أن العلاقة بين الإخوان والدولة وصلت إلى مرحلة خطيرة وغير مسبوقة من التوتر والاحتقان! ربما التوتر والاحتقان هو الحالة الغالبة، وغير ذلك يمثل الاستثناء، فهناك إشارات إلى أن حادث الزلزال الذي ضرب مصر عام 1992 كان نقطة تحول في علاقة نظام مبارك بالإخوان، مبارك الذي كان عائداً من الصين ووجد حكومته عاجزة عن الحركة أمام هول الصدمة، بينما كانت الجمعيات التابعة للإخوان قد قامت بجهود إغاثية وأدارت الأزمة بمهنية وحرفية، وتقدمت الجماعة خطوة إلى الأمام، في حين تراجع الآخرون خطوات إلى الخلف! في معرض حديثه عن قضية سلسبيل يقول حسام تمام الباحث المتخصص في الظاهرة الإسلامية تأكد "للنظام بالدليل قوة الجماعة وأنها صارت أقرب لدولة موازية له، لكنها تفتقد لكل عيوب وترهلات الدولة التي يديرها هو!" لوموند ديبلوماتيك الفرنسية، عدد سبتمبر/ أيلول 2005. وكلما كان النظام المصري يشيخ ويترهل كما وصفه تقرير التايمز الذي نشرته مجلة المجتمع الكويتية في أواخر عام 1995: (قديم بِقدم مومياوات عصور ما قبل التاريخ ) كلما كانت أعراض الخوف تتزايد لديه من الجماعة الفتية التي أحكمت قبضتها في صفوف النخبة، وجمعت بين الاتحادات الطلابية والنقابات المهنية. ما حدث في الجزائر أيضاً كان حاضراً في الصورة، فترك الإسلاميين بقدر من الحرية سيعطيهم أولوية لدى الناخبين في حال أجريت انتخابات بها قدر من الحرية، مما يقرب السيناريو الجزائري، ويدخل البلاد في دوامة العنف.. الاستقطاب هنا كان بين شيخوخة نظام منعزل، وفتوة جماعة متجذرة، ومن يغفل عن هذه الحقيقة يحتاج إلى إعادة إمعان نظر! في نقاش عن الديمقراطية في العالم العربي على قناة الجزيرة الفضائية طرح الكاتب اللبناني جهاد الخازن فكرة جديدة: قال من أفضل من بشار الأسد ليتولى الحكم في سوريا؟ ومن أفضل من جمال مبارك ليتولى الحكم في مصر؟ ، رد عليه د / برهان غليون: أنا أحملك المسؤولية، أنت الآن تدشن لعهود الجمهوريات الملكية! وهو ما كان! عودة جمال مبارك من بريطانيا! تزامن معها عودة مجموعة من رجال الأعمال المقربين إليه، حيث تزاوجت السياسة برأس المال تحت مسمى الإصلاحات الاقتصادية التي، كما نقلت الكثيرين إلى (جيوب الأغنياء) في المناطق الجديدة، أحدثت شروخاً في المجتمع، وانهيارات في القيم والمؤن، رممتها الجماعة بإمكانياتها المحدودة التي استفادت في شق منها بما حدث، وبنزاهتها المعروفة، مما ضخ دماءً جديدة على الدوام في شرايين النظام قللت من حجم الرفض وفرص العصيان والخروج إلى الشارع! الاستقطاب هنا كان بين الفساد والشرف، والهيمنة والبذل! في عام 1996 كانت الضربة الموجهة للإخوان قاصمة، لكن نتائجها ما كانت لتخرج النظام من شيخوخته، وتعافيه من غيبوبته، كما أنها لم تكن كافية لاستئصال جماعة خرجت سالمة من فم جمال عبد الناصر، وبراثن السادات. منذ ذلك الوقت والضربات لا تتوقف بمبرر أو بدون، تحركها مصالح جهات داخلية أو خارجية. في عام 2004 خرج الآلاف من أعضاء الجماعة في جنازة مهيبة وسط الدلتا لتشييع د / أنور شحاته أعقب ذلك ضربة قاصمة أخرى وخطط محكمة للتدمير أوقفتها جثة أكرم الزهيري الذي قضى تحت التعذيب وإهدار الكرامة، المشهد العراقي كان حاضراً في الصورة هذه المرة، فالتظاهرات التي حركتها الجماعة رفضاً للغزو، وإحراج الدولة، لم تكن لتمر بدون حساب. تم وضع عدد من أساتذة الجامعات في دواسات السيارات تحت أقدام غليظة لعساكر اختمرت في رؤوسهم عوامل الفقر والحاجة والعوز والجهل! وفي 2005 حققت الجماعة نصراً تاريخياً ساعد في تحقيقه عدداً من العوامل من بينها: ـ انهيار منظومة النظام القيمية والأخلاقية وانتشار الفساد. ـ تزايد حالات الفقر بشكل غير مسبوق، والفشل في القيام بأي استحقاقات للجماهير. ـ الضغوط الخارجية بعد خطاب كوندليزارايس الشهير في الجامعة الأمريكية في 20/6/2005، الذي كان امتداداً لخطاب مدير إدارة التخطيط السابق بوزارة الخارجية الأمريكية ريتشارد هاس، حول الحاجة إلى إعادة تشكيل شرق أوسط جديد يتبنى قدراً من الديمقراطية، لتجاوز كراهية شعوب المنطقة لأمريكا، والناتجة عن دعم أمريكا الحكومات الديكتاتورية على مدى عقود. ـ خروج عشرات الألوف من أنصار الجماعة إلى الشارع في كل مركز وقرية لدعمها في مواجهة الدولة، والنظام والأمن، ووسائل الإعلام فمن يملك القدرة على التحريك هنا، ومن يقضي انعزالا وضعفاً؟
أعتقد أن هذه الأزمة وتوصيف أسبابها يمر عبر عدة سياقات متشابكة ومتداخلة: السياق الأول: إخراجها تظاهرات صاخبة بصورة أساءت إلى النظام ورموزه، وبشكل فشلت الدولة في التعاطي معه. كان لابد من رد الصفعة، لكن يمكن القول إنه إذا كانت إسرائيل بترسانتها العسكرية وجيوشها الإعلامية، وجحافل من المتعاونين والمتواطئين، ودعم عربي، وأوربي، وأمريكي قد فشلت في استئصال شأفة حماس، فهل ينجح النظام المصري في استئصال شأفة الإخوان السياسية، وتحويل الجماعة إلى ما يشبه قطعة أثرية يمكن وضعها في متحف التاريخ المصري، كما يقول العناني؟! السياق الثاني: الإخوان حماس الهدف: قطع أذرع دعم حماس وخطوط إمدادها التي تمر عبر الإخوان في مصر وذلك لتحقيق عدد من الأهداف: إجبار الحركة على تنفيذ صفقة الأسرى بدون تحقيق نجاحات كبيرة تضاف إلى رصيدها. - حملة إعلامية رهيبة قبل وأثناء وبعد الحرب الأخيرة. - اعتقالات في صفوف الإخوان لمنع خروج التظاهرات، ثم التعقل في مواجهتها، ثم اعتقالات بعد ذلك. - تبني خطاب يتماهى في كثير من أطروحاته مع الخطاب الصهيوني على المستوى السياسي والإعلامي. - مزاعم وفد الترويكا، وساركوزي حول رسائل منقولة لأولمرت بأهمية هزيمة حماس وخروج إسرائيل منتصرة. - ضرب لجان الإغاثة واعتقال قيادات نقابة الأطباء وإتحاد الأطباء العرب. - تحييد الصحف المستقلة ربما بصفقة طويلة الأمد لم تعلن للآن تفاصيلها. - التشكيك في إيصال الجماعة للمعونات للقطاع، رغم أن الكثير منها دخل تحت راية الهلال الأحمر، وكميات كبيرة ما زالت مكدسة في العريش، والبعض أعدم، أو أقيمت عليه المزادات. السياق الثالث: السياق الرابع: السياق الخامس: السياق السادس: وكان الكاتب البريطاني روبرت فيسك قد أشار في دراسة مطولة نشرتها الإيندبيندنت تحت عنوان "مشاهد من حرب غير مقدسة" -في نهاية التسعينات- عن أدوار مؤكدة لقوى الأمن الجزائرية في الدس، والتحريض بهدف عدم التوصل إلى وسائل توقف نزيف الحرب الطاحنه التي شهدتها البلاد، وقضى فيه عشرات الآلاف، بسبب زيادة الاعتمادات، والمخصصات التي كانت تحصل عليها تلك الأجهزة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى زيادة الصلاحيات والنفوذ الذي تحظى به وقت الأزمات إلى مستويات لا تتحقق في حال السلم!
- هل يمكن القول إن النظام استطاع تحييد الشارع تجاه الإخوان (كما يؤكد العناني)؟ أو على الأصح القول إن الإخوان لم يقوموا باستدعاء الشارع إلى ميدان مواجهتهم مع النظام؟ - هل توجد دلائل على أن الجماعة تعيش أكثر حالاتها عزلة سياسية، واجتماعية (كما يؤكد العناني )؟ وإذا كان الأمر على هذا النحو، فلماذا إذن يلجأ النظام إلى عمليات تزوير واسعة للانتخابات، وعلى الملئ، إذا كان خصمه قد تم تحييده وعزله؟ - هل الإخوان معزولون جماهيرياً (كما يؤكد العناني): هل يمكن تعريف المعزول على أنه: من يستطيع تحريك الملايين في تظاهرات متزامنة، أم الذي يعجز عن إخراج العشرات إلى الشارع ويلجأ للجنود بعد تبديل الزي، وبقاء الهيئة؟ أيضاً لا يمكن الزعم أن جماعة بقدر جماعة الإخوان التي تدخل عامها التسعين، مرشحة للانهيار (كما يؤكد العناني)! فلا توجد إرهاصات تؤكد ذلك، فلم تحدث انشقاقات كبيرة في صفوف الجماعة، رغم ما تعرضت له من ضربات قاسية طوال العقدين الأخيرين، إلا في حالات فردية، لا يجوز الاستناد عليها في الإطلاق! المقارنة هنا بين كيان مؤسسي متماسك، وحزب نشأ في إطار رؤية معينة، وظرف معين، ويمر بأوضاع معينة، يعجز فيها عن إجراء انتخابات صغيرة بوحدات حزبية، تستخدم فيها الجنازير، والعصي. وعليه يصبح السؤال المطروح: - أيهما مرشح للانهيار وتحول أنصاره إلى جيوب صغيرة: الذي يخرج أفراده عن الالتزامات الحزبية، أم المتماسك، في الحركة، والسكون؟ - ثم: أي الرباط أقوى، القيمي، أم رباط المصالح؟ والمثير للاستغراب أكثر هو الزعم بأن النظام سمح للإخوان بالحركة الاجتماعية المنضبطة مقابل التوقف عن تعاطي السياسة؟ باعتقادي أن هذه الفكرة طرحت مراراً وتكراراً كنصح موجه للحركة الإسلامية بغرض الالتفاف على عمليات الحظر والتضييق الذي تتعرض له على مدى عقد من الزمن وتبنى الدعوة إليها في بعض الأوقات الكاتب الأردني ياسر الزعاتره! الذي كان يطالب بإرسال تطمينات مباشرة إلى النظم بما يمثل هدنة مؤقتة، ومقننة. ولكن هل يمكن أن يوافق نظام يعيش أزمة، ويفتقد إلى الجماهيرية على منح خصمه فرصة للتعايش مع الجماهير، وحل مشكلاتهم، مع وعد من الخصم بألا يؤرق مضجعه إلا بعد فترة زمنية يتم التوافق عليها؟! كذلك أستغرب الادعاء أن الجماعة فشلت في إدارة أزمة حرب غزة، بدعمها العلني لحماس، على اعتبار أن الدعم الرمزي كان يكفيها؟ فهل كان يتوقع أن تتركها الجماعة لقمة سائغة للاحتلال، أم تتبنى معها حرب لا هوادة فيها تحت شعار بقاء حماس، أو نموت معاً؟ المؤكد أن الجماعة تقرأ المزاج العام جيدا، وتعرف ما كان يحاك لها بعد انتهاء الحرب! لكن الإشكالية تكمن في التعاطي مع المشكلات، ووجود رؤية للتعامل مع الأزمات عبر أطر، وإجراءات وليس أكثر!
لكن عليها الإيمان بأنه توجد مسافات شاسعة بين الصمت والحركة، والاستسلام، والتثوير! وكذلك علاج بعض الأخطاء البسيطة التي وضع العناني يده عليها تحت عنوان الأخطاء السبعة الكبرى، مع أن كثيرا مما ذكره يفتقد للمنطقية، بل يميل للتضارب والتضاد! تكمن فرص الجماعة في الضرب على وتر مؤهلات الوريث، والتشكيك في قدراته على قيادة البلاد وذلك قد يكون حلاً. وكذا الضرب على وتر حصار غزة والتواطؤ والتعاون مع الاحتلال، وهذا أيضاً قد يمثل حلاً. أضف إلى ذلك ملفات الفساد والعجز عن القيام باستحقاقات الشعب، والأزمات والمرض، الفقر، والإضرابات، والاعتصامات وهي أوراق ربما تستطيع الجماعة بتفعيلها والابتعاد بها عن نفق الصفقة، نحو إيجاد مساحة للمقاومة! كما أنه يمكن للجماعة دعم أحد الأجنحة المتصارعة على حساب الآخرين! والبديل لذلك كله أن تميل الجماعة لقدر من الانعزال، وتتجه للداخل، وتعمل على تقوية أواصر العلاقة والترابط، والتلاحم بين أفرادها، في سبيل تجاوز أي فرصة للهدر البشري، مع تزايد الضغوط . وإذا كان العناني يخاف من استنساخ التجربة الجزائرية فيمكن التأكيد على أن السيناريو الذي اعتبره راجحاً عصي على الحدوث في مصر، ومع ذلك فإن الجماعة تملك القدرة على استلهام التجربة الإيرانية الأولى والثانية في الماضي والحاضر. في توصيفه لأسباب الثورة الإيرانية يرى برهان غليون أن إيران التي لم تستطع المرور عبر الحقبة القومية التي عاشها العرب بسبب السيطرة الغربية الطاغية عليها ممثلة في نظام الشاه -الذي عمل حارسا للمصالح الغربية، وكان من أقسى النظم وأكثرها فسادا وتمييزا ضد عامة الشعب- لكنها كانت سباقة في الولوج إلى مرحلة ما بعد الحقبة القومية بثورتها الإسلامية، التي جاءت ردا على حداثة قاهرة وسالبة معا، لا تعمل على تحقير الذات والتحلل من الهوية فحسب، ولكنها تحكم على الأغلبية الساحقة من الناس بالفقر والعطالة والذل والمهانة الأبدية. وفي ردها الاعتبار للناس العاديين -الذين احتقرهم النظام الأسبق وهمشهم تماما ورفض أن يعترف بأهليتهم السياسية، أي بمعاملتهم كمواطنين متساوين، وهو مكسب تجاوز في أهميته بكثير المكاسب المادية الأخرى- ردت الاعتبار في الوقت نفسه للعقيدة التي كانوا يحملونها، والتي تشير إلى هويتهم الثقافية، وتعبر عن شخصيتهم التاريخية، وهذا هو جوهر الترابط الذي حصل بين الإسلام والسياسة الإيرانية. إن ما حرك الجمهور الواسع في إيران ضد نظام الطغيان الشاهنشاهي لم يكن، كما سعى رجال الدين إلى تصويره فيما بعد، إتاحة فرصة أكبر لممارسة الشعائر الدينية، ولا صبغ معالم الحياة والعمل والتفكير جميعا بالصبغة الدينية أو الإلهية، ولا كان فرض الحجاب ومراقبة سلوك الأفراد الأخلاقي، ولا كان التسليم بسلطان الولاية الدينية وفرض وصاية رجال الدين على الحياة السياسية. كان محرك الثورة الإسلامية العميق الانعتاق من حياة الذل والهامشية والتمييز الاجتماعي والثقافي بما تعنيه من تكريس مبدأ المساواة واحترام الحقوق الإنسانية في الحرية والمشاركة السياسية. وكان لشخصية آية الله الخميني نصيبها أيضا في دفع الأفراد إلى التسليم بريادة الفقيه الولي، واعتباره الأمين على السلطة، والقيم على حسن ممارستها، بما يتميز به من بصيرة وشجاعة ونزاهة وابتعاد عن المصالح الشخصية.. خاتمة لا يجب أن يقف الباحثون أمام طبيعة الحرب التي يقوم بها النظام ضد فصيل من أبنائه، وكأن النزاع بين قوتين متكافئتين، لا يكفي الرصد والتحليل من خارج إطار الصورة الكلية، كما لا يجب غض الطرف عما يملكه الإخوان، وما يفتقده النظام، وقبل ذلك يجب تحييد الخلفية الثقافية للوصول إلى نتائج معتبرة. وكذا تقديم دراسات تُؤثر النصح، ولا تراهن على التحريض. لا يكفي رفضي أحد الخصوم مبرراً لهزيمته، ولا تكفي كلمة نظام، ودولة، ورمز لانتصار الطرف الفاعل! الحكم على الإخوان بالشيخوخة، غير عادل، لكن الحكم على النظام بها عادل بالبحث والرصد والاستقراء، وما كتبته هنا لا يتعدى مقالة فرضتها الحاجة، وقد تحتاج إلى بحث، واستكمال.. ولا يمكن التغاضي عن حقيقة سنن الانقراض والاستبدال الحضاري، فالنظام المستكبر الظالم مستحق للهلاك، وكذا الدعوات تحتاج إلى إعادة تقييم واستقراء للسنن. عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "عرضت علي الأمم فجعل يمر النبي معه الرجل، والنبي معه الرجلان، والنبي معه الرهط، والنبي ليس معه أحد... " فالحياة موقف وثبات على الحق ولو لم يجد الحق فرصة إلى التجمع البشري وإلى النصر، لكان الأولى بالأنبياء اعتزال الوحي، وخفض الراية، والانحياز إلى قيم الصفقة. كما أن إيقاظ الآخر من غيبوبته، وثوبته إلى مبادئ الحق والعدل هو في حد ذاته نصر، هكذا تُفهم سنن المدافعة والمغالبة في إطارها الأصغر والأكبر
* كاتب مصري |
التعليقات مملوكة لأصحابها. والموقع غير مسئول عن محتواها. |
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق