محمد علي ( بر مصر ) :: بتاريخ: 2009-11-18
= القرضاوي : المباراة " ريح سموم " مشبعة بالعداوة والبغضاء وتضخيمها جعلنا " مضحكة للإعلام الإسرائيلي
= صفوت حجازي يطالب الرئيس مبارك بالانسحاب من المباراة .. وكل الحاضرين في الاستاد شركاء في أي دماء مسلمة تراق بسبب المباراة
وسط محاوف من اندلاع أعمال عنف اليوم فى العاصمة السودانية الخرطوم أثناء المباراة الحاسمة بين مصر والجزائر فى التصفيات المؤهلة لكاس العالم والتى ستجرى مساء فى استاد المريخ تلقت "بر مصر" رسالتين من العلامة الدكتور يوسف القرضاوى الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين والداعية والمفكرالإسلامى الدكتور صفوت حجازى أكدا فيهما ان المشاركة فى الرياضة التى تكون بمثل هذا التعصب الذى يؤدى لاراقة دماء المسلمين وبذر الفتنة بينهم حرام شرعا ولا يجوز لمسلم المشاركة فيها
وطلب الشيخ يوسف القرضاوى فى رسالته من الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة الذى أبدى اعتزازه بالصداقة بينهما الاستعانة بالعقلاء من قومه لإطفاء الفتنة التى أشعلها الشيطان بين الأخ وأخيه واصفا تصعيد الإعلام للقضية بغير المنطقى ولا الموضوعى
واتهم القرضاوى وسائل الإعلام بالتهويل واستباحة الكذب وهو الأمر الذى لا يصب فى مصلحة قومية أو إسلامية ومهمته إشعال النار وإحياء العصبية الجاهلية التى محتها عقيدة وأخوة الإسلام
فى نفس الوقت دعا الداعية والمفكر الإسلامى الدكتور صفوت حجازى الرئيس مبارك إلى اتخاذ قرار حكيم بالانسحاب من مباراة اليوم حقنا لدماء المسلمين فى مصر والجزائر والسودان محذرا من أن وقوع أعمال عنف قد يترتب عليه إهدار دماء مسلمة هو أمر يحرمه الإسلام
وفيما يلى نص الرسالتين
= رسالة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي:
"إخوتي الأحبة في مصر والجزائر
أكتب إليكم هذه الكلمات، وقلبي يتفطّر أسى، وكبدي يتمزّق حسرة.
لقد كنت في الأيام الماضية في رحلة إلى الصين، وكنت منقطعاً عن أحداث العالم العربي، فلا أشاهد قناة عربية، ولا أقرأ صحيفة عربية، ولمّا عدت اليوم وجدت آثار الحريق الذي حدث من أجل نتيجة المباراة بين الإخوة في البلدين الشقيقين مصر والجزائر، ومن تصعيد الإعلام للقضية تصعيداً غير منطقي ولا موضوعي، دخل فيه التهويل واستباحة الكذب، وهو لا يصبّ في مصلحة قومية ولا إسلامية، وإنما مهمّته أن يُشعل النار، وأن يضرم الفتنة، وأن يحيي العصبية الجاهلية، التي محتها عقيدة الإسلام وأخوة الإسلام، حتى قيل لي: إن المصريين في الجزائر غير آمنين على أنفسهم ولا أهليهم وأولادهم، وأمست الشركات تجمّد أعمالها، وتعيد موظفيها إلى مصر.
وإني لأستبعد على أبناء الشهداء، وأحفاد الأمير عبد القادر، وتلاميذ ابن باديس والبشير الإبراهيمي، أن يعتدوا على ضيوف في بلدهم، هم في الحقيقة إخوان لهم، وبعضهم لا يعير لعبة الكرة أي اهتمام.
ولا ندري ماذا يحدث غدا (اليوم) في الخرطوم إذا استمرت هذه الريح السموم المشبعة بالعداوة والبغضاء، والعصبية العمياء؟ هل عدنا إلى العصور الجاهلية التي كانت تقوم فيها الحروب الطويلة من أجل ناقة أو فرس، كحرب البسوس وحرب داحس والغبراء؟ والتي كان يقول فيها القائل:
وأحيانا على بكر أخينا إذا ما لم نجد إلا أخانا
يا إخوتنا في مصر وفي الجزائر! أين الروح العربية، وأين الروح الإسلامية؟ وأين الروح الرياضية؟
أين الروح العربية التي تجعل العربي يحب لأخيه ما يحب لنفسه، بل يقدم أخاه على نفسه. كان الموقف الصحيح إذا انتصرت في المباراة الجزائر أو مصر: أن يقول الطرف المغلوب: الحمد لله أنها لم تخرج عن العرب.
إن العربي قديما قال وقد قتل قومه أخاه:
قومي همو قتلوا أميم أخي فإذا رميت يصيبني سهمي
فلئن عفوت لأعفونْ جللا ولئن سطوت لأُوهننْ عظمي !
ويقول الآخر:
إذا أكلوا لحمي وفرت لحومهم وإن يهدموا مجدي بنيت لهم مجدا
ولا أحمل الحقد القديم عليهمو وليس كبير القوم من يحمل الحقدا
فهذه هي الروح العربية، وأقوى منها الروح الإسلامية، التي تربط بين الجميع بالعقيدة، وبأخوة الإسلام {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10]. المصري أخو الجزائري، والجزائري أخو المصري، ربطهم الإيمان، وجمعهم القرآن، وألّف بينهم الإسلام. كما قال تعالى: {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران :103].
إن الذي يخوض المباراة معك ليس شارون ولا باراك، بل هو أخ لك يتّجه معك إلى القبلة، ويؤمن معك بالله ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً.
إن الإسلام يبرأ من هذه العصبية العمياء. وقد قال الرسول الكريم" ليس منّا من دعا إلى عصبية، وليس منّا من قاتل على عصبية، وليس منّا من مات على عصبية".
ولو تركنا العروبة والإسلام، فإن الروح الرياضية التي تعلّم الرياضي الحق أن يصافح غريمه غالبا كان أو مغلوبا؛ لأن هذه طبيعة اللعبة. من غلب اليوم يمكن أن يغلب غداً. ولا بدّ من الكفاح أبداً.
إني آسف على قومي أن يضخّموا هذا الأمر البسيط وكأنه قضية مصيرية!! وأن يصبحوا مضحكة للإسرائيليين في صحفهم وإعلامهم، فقد باتوا يسخرون منهم، ويشمتون بهم، ويقولون: هاهم العرب الموحَّدون. ويقول أحدهم: انظروا إلى غفلة العرب، بدل أن يشغّلوا العاطلين، ويطعموا الجائعين، يرسلونهم إلى الملاعب! وهذه هي الأمة العربية التي تواجه إسرائيل.
ومما يؤسفني أشدّ الأسف: أن بعض المسؤولين تأثروا بالمشاعر الغاضبة للجماهير، فانساقوا إلى أقوال لا ينبغي أن تسمع، وإلي أعمال لا يجوز أن تصدر. وأصبحنا نعيش حالة التهييج. كل يصبّ الزيت على النار حتى لا ينطفئ. وهذه لا تأكل أحد الفريقين وحده، بل ستأكل الجميع، وتلتهم الأخضر واليابس، ولن ينتصر في الحقيقة الجزائر ولا مصر، بل المنتصر الحقيقي إنما هو إسرائيل، التي تتفرج علينا، وتقول: ما أجملها من معركة يأكل العرب فيها بعضهم بعضا.
وإني أنادي الرجل الذي اعتز بصداقته، الرئيس الشجاع، والقائد المصلح عبد العزيز بوتفليقة أن يبادر فيتدارك الأمر بحكمته، ويعمل على إطفاء هذه الفتنة، التي أوقدها الشيطان بين الأخ وأخيه، وأن يستعين بالعقلاء من قومه لإطفائها، أيا كانت نتيجتها، فيكسب رضا الله، وثناء العقلاء من الخلق، ويجنّب قومه عواقب وخيمة لا يكسب منها غير أعداء العرب والمسلمين.
يا إخوتي في مصر وفي الجزائر: إنها ليست معركة بدر، ولا معركة حطّين، ولا معركة عين جالوت.
إنها مباراة توصل إلى بداية السُّلَّم في كأس العالم، وهيهات أن نصل إلى نهايته، أو إلى القرب من نهايته، كما شاهدنا خلال الدورات والسنين الطويلة.
وهب أنّنا وصلنا إلى كأس العالم، وحصلنا عليه فعلا، هل سيُدخلنا ذلك الجنَّة؟ ويُزحزحنا عن النَّار؟
والله لو كانت هذه نتيجة المباراة، ما جاز لنا في سبيلها أن نتخاصم وأن نتقاتل.
بل هل الحصول على كأس العالم، يحقّق أهداف البلد الغالب، ويحل مشكلاته الاقتصادية والاجتماعية؟ لا والله.
إنَّها تهاويل صُنعت لشغل الناس بعضهم ببعض.
يا إخوتي في الجزائر ومصر!
إن بينكم تاريخاً مشتركًا وقفتم فيه صفًّا واحدًا، ضد عدوّ مشترك، يوم قدَّم الجزائريُّون مليون شهيد في معركة الحرية، ووقف المصريون وراءهم بكل ما يستطيعون: عسكرياً وإعلامياً وسياسيًّا.
ويوم أرادت الجزائر أن تكمل استقلالها بتعريب التعليم، كان المصريون هم جيش التعريب في الجزائر.
وهل ينسى الجزائريون دور الشيوخ المصريين، الذين كان لهم دور في التحرير الفكري والتنوير الديني في الجزائر، مثل: الشيخ الشعراوي، والشيخ الغزالي؟
يا إخوتي في مصر والجزائر:
إن لعبة الكرة ليست من الضروريَّات، ولا من الحاجات التي تقوم بها الأمم، إنما هي من التحسينات والتكميلات، وحسبنا أن اسمها (لعبة)، وأنها تقام في (ملعب)، فإذا ترتّب عليها أن تضيّع الضرورات، وتُهدم الوحدة القومية، وتُحطَّم الأُخُوَّة الإسلامية، وتُستباح بسببها المحرّمات، فأغلقوا أندية الكرة، وابقوا إخوانًا متّحدين.
ثم أين أنتم يا حكماء الأمة، ويا علماء الإسلام؟ هل توافقون على هذه المأساة أو هذه المهزلة؟ كما فعل بعضهم! يا للخزي والعار، ويا للحماقة والغباء: أن يسير العلماء وراء العوام، ويشاركوا في الفتنة، وكان علماؤنا يقولون: اللهم قنا شر الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
يا إخوتي في البلدين الشقيقين: إني أناديكم باسمي واسم علماء المسلمين في العالم ألاّ تشمتوا بنا عدوّا، ولا تنسوا أنكم مسلمون، إلهكم الله وحده، الذي أمركم أن تعبدوه، فلا تجعلوا الكرة وثنا يعبد من دون الله. وابقوا على أخوتكم وعلى أنفسكم، واذكروا قول ربكم: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:18].
ألا هل بلّغت، اللهم فاشهد
يوسف القرضاوي"
= رسالة الداعية والمفكر الإسلامي الدكتور صفوت حجازي :
"الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين .
فإنه تجاه ما ابتليت به أمة الإسلام من أحداث مباراة كرة القدم بين فريقى مصر والجزائر وما سيحدث يوم الأربعاء من دماء ستسيل وأرواح قد تزهق وخسائر ستقع فأقول :
أن تشجيع كرة القدم إن كان بهذه الطريقة فهو حرام بل ’ وأن أى خسائر مادية أو أدبية وأى إيذاء بدنى أو نفسى يقع على أي إنسان من جراء هذا التشجيع فإن كل المشجعين بالاستاد يشتركون فى هذه الدماء وفى هذا الإيذاء من شارك منهم ومن لم يشارك مادام متواجدا فى مكان هذه الفتنة حيث أن الأصل فى الإسلام حقن دماء المسلمين وأن هذه الدماء أغلى عند الله عزوجل وأعظم حرمة من الكعبة المشرفة وأن دماء المسلمين لا تراق إلا فى سبيل الله ’ فهل هذه المباراة فى سبيل الله وهذه الدماء في سبيل الله
وأن دمائنا وأعراضنا وأموالنا علينا حرام كحرمة يوم النحر فى شهر الله الحرام ذى الحجة فى بلد الله الحرام مكة المكرمة
ولا يمكن أن تكون الوطنية والانتماء هكذا ’ انتماءا جاهليا عصبيا ’ ورسولنا صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نترك هذه الجاهلية النتنة ( دعوها إنها نتنة )
وعليه فإنى أناشد السيد الرئيس محمد حسنى مبارك اتخاذ قرار حكيم بالانسحاب من هذه المباراة حقنا لدماء المسلمين فى مصر والجزائر والسودان وترك الفرصة لإخواننا فى الجزائر بالذهاب إلى الجنة ( عفوا أقصد الذهاب إلى كأس العالم ) وليهنأوا بما يريدون فنصرهم نصر لنا وعزهم عز لنا إن كان فى هذا نصر إو عز ’ سيادة الرئيس هكذا يكون الإخوة الكبار وهكذا يأمرنا نبينا ( إن عز أخوك فهن ) وإنى أحمل كل مسئول في يده اتخاذ قرار وكل إعلامى يزكى نار الفتنة والتعصب وكل مشجع يذهب إلى الاستاد أحملهم جميعا مسئولية الدماء والخسائر والشحناء والبيغضاء الناتجة عن هذه الملهاة والمهزلة
ما هكذا تكون اللرياضة وما هكذا يكون الانتماء ولا الأخلاق الرياضية وأولا وأخيرا ليس هذا ديننا ليس هذا إسلامنا هل سيرضى عنا ربنا فى هذا التشجيع وهذا التعصب الأسود هل سيفرح بنا نبينا صلى الله عليه وسلم وهو يشاهدنا ونحن نشجع ونتقاتل على كرة تسيل فيها دمائنا وتزهق أرواحنا
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر
د . صفوت حجازى
مسلم مصرى يحب الجزائر"
http://www.brmasr.com/view_article.php?cat=top_news&id=11050
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق