طارق رضوان - بتاريخ: 2009-09-16
القادم أكثر رعبا لو تعلمون ، نحن في مرحلة المخاض ، ما هو قادم أسوأ ، وأسود ، أكثر مما نتخيل ، مرحلة تغيير السلطة شديدة القسوة ، بلد كبير بحجم مصر تنتظر حاكمها القادم ، الشعب المصري طوال تاريخه لم يختر رئيسه ..لم يختر حاكمه.. الحاكم في مصر في يد الله وحده ، بأقداره ، يعاقبنا به ، أو يكافئنا به ، ونحن لا نستحق المكافأة ، نستحق فقط الغضب الإلهي لأننا خانعون ، خاضعون ، القادم هو انتقال سلطة من دولة يحكمها الأمن بيده الثقيلة ، الكل يستعد لقدوم جمال مبارك رئيسا للجمهورية جمال لو تعلمون له خطط في كل شبر من أرض مصر ، هو آت من الفكر الغربي ، فكر الرأسمالية المنفتحة ، البانكير لا يعرف سوى لغة المال ، المال قوة ، لذلك يجمع حوله كل أصحاب المال وويل لأمة يحكمها المال والنفوذ ، جمال مبارك يسعى لخصخصة كل صغيرة وكبيرة في مصر.. يرى أن الحكومة لا بد أن تتخلى عن دورها الأبوي والأمومي للشعب ، الحكومة مش فاضية وراها مهام جسام غير إطعام الشعب وتربيته ويرى أن الفقراء يستحقون الفقر لأنهم لا يعملون وهو لا يعرف أو يعرف ومش واخد باله أنه لا عمل في مصر بل البطالة هي العمل الرسمي للدولة المصرية ، هو يرى أن الأغنياء من حقهم أن يفعلوا ما يريدون ، هذا حقهم وبفلوسهم، المرحلة القادمة اخدم نفسك بنفسك ، لا صحف حكومية لا تليفزيون حكومي لا عمالة حكومية ، الخصخصة هي الطريق السريع الذي يراه مستر جمال للنهوض بالدولة المصرية ، نعم ستكون هناك ديمقراطية ، لكنها ديمقراطية مصرية تأتي غصبا عن النظام، الوحش الأمريكي يرصد كل صغيرة وكبيرة ، الديمقراطية القادمة هي ديمقراطية الصوت الواحد والرأي الواحد والفكر الواحد لا مكان لمعارضة شرسة ، المعارضة المستأنسة هي الوحيدة المسموح بها ..لا مكان للإخوان المسلمين ، الدولة ستدخل مرحلة العلمانية ، فصل الدين عن الدولة ، لا مكان للإخوان ، آخرهم حزب معلق بشروط الدولة ، الاعتقالات ستكون سرا وحامية على شباب الإخوان ، العين الحمرا ستظهر لكل من تسول له نفسه الاعتراض ، قانون الإرهاب جاهز تماما سينفذ فور تولي جمال مبارك الحكم أو قبله ، تمهيدا لجلوسه على العرش.. قانون إبليس ، القبض والاعتقال حق للدولة في أي وقت وبأي مدة تشاء ، الحاكم الجديد جاء من الدولة المدنية ، مدني لا يعرف أصول لعبة الحكام الجنرالات ، الرحلات المكوكية لكل الدول من أجل المساندة والدعم والتأييد ، الانتخابات القادمة في مجلس الشعب بالقائمة التي يوافق عليها النظام ، لن يدخل البرلمان الانتخابات القادمة إلا من يرضى النظام عنه ، رضا النظام ورجاله شرط دخول البرلمان ، الحزب الوطني سيكون له اليد العليا في كل شئ .. انظروا للتغييرات الصحفية كلها إلا واحدا جاءت من أمانة السياسات بالحزب ..
القادم هو الأسوأ في تاريخ مصر ، لأن الدولة مشتعلة وهي بحاجة إلى قيادي قوي ذو كاريزما محددة ، يحبه الشعب والمطروح لا يعرف الناس إلا أنه نجل الرئيس ، لا تاريخ ولا قيادة ولا كاريزما ولا حتى حب الناس ، كل ما هنالك توثيق سياسة التوريث ،لذلك سيكون التعامل عنيفا شرسا لإثبات الذات ، لذلك ما هو قادم الأسوأ ، الصورة ستزداد قتامة ، دولة فقيرة يحكمها حاكم فقير إنسانيا ، اربطوا الأحزمة ، الطائرة ستقلع ، إلى أين ، لا أعرف لكن أعتقد أننا نستحق !!
http://www.brmasr.com/view_columns_article.php?cat=not_only&id=8808
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق