مرحبا

لا لجدار العار جدار الذل

ادخل وشارك برايك وقل لا لجدار العار جدار الذل

خدمات الموقع

HELP AQSA

break

السبت، 14 نوفمبر 2009

جهود البنا وحركة الإخوان في وحدة الأمة

جهود البنا وحركة الإخوان في وحدة الأمة

21/04/2009

بقلم / المستشار عبدالله العقيل

دخلت منذ شهور الثمانين من عمري بالتاريخ الهجري، وأحمد الله عزَّ وجلَّ بأنني في دعوة الإخوان المسلمين منذ صباي، فقد كنت منذ سنة 1945م وأنا طالب في متوسطة البصرة ملتحقاً بهذه الجماعة بتأثير مجموعة من الدعاة الأساتذة الذين أوفدهم الأستاذ الإمام الشهيد حسن البنا - رحمه الله - إلى العراق، وكان منهم محمد عبدالحميد أحمد إلى البصرة، والدكتور حسين كمال الدين إلى كلية الهندسة ببغداد، والأستاذ محمود يوسف، والأستاذ محمود إبراهيم في دار المعلمين ببغداد، وآخرون كثر.
كما أوفد في نفس الوقت وفي ذات التاريخ إلى الكويت الأستاذ عبدالعزيز جلال كمدرس، وأوفد في نفس التاريخ والسنة أيضاً عبدالحميد فودة إلى البحرين، وأوفد أحمد زكي أيضاً إلى اليمن، وكل هؤلاء مدرسون، وقد أوفد معهم وقبلهم وبعدهم موفدين آخرين، إلى الأردن وسورية ولبنان وفلسطين، فحركة الإخوان قد تركت آثارها في كل أصقاع العالم.
وأشهد الله أيها الأخوة غير متألٍّ بأنني في كل تطوافي في الكثير من أنحاء العالم، منذ كنت في الكويت كمدير للشؤون الإسلامية، ومن خلال جولاتي في أفريقيا وجنوب شرق آسيا وأوروبا وأمريكا ومعظم أنحاء العالم كنت أجد هذا الأثر، وكما ذكر أخي سليمان الشطي إن أول زيارة لي إلى أوروبا كانت سنة 1960م، وكانت إلى ألمانيا في الشهر السابع إن لم تخني الذاكرة، وجلت في مدن شتى فيها، ميونخ، آخنت، وشتوتجارت، وهامبورج، وهانوفر، وبون، وكنت أجد في كل مدينة واحداً أو اثنين أو ثلاثة ما بين طبيب ومهندس أو اقتصادي، ثم علمت أن هؤلاء جميعاً بلا استثناء قد غادروا مصر نتيجة الحكم الناصري الطاغوتي، وإذا بكل واحد منهم قد بذر بذرة صالحة، وجلسنا معهم في هذه المدن، فكانت جلستنا معهم هي في واحة خضراء وسط صحراء قاحلة، فقلت لهم: هنيئاً لكم، أنتم في بلاد المنكر ترونه بأعينكم وتسمعونه بآذانكم وتحسونه بواقعكم وما زلتم مستعصمين بدينكم. بل أكثر من ذلك جمعونا بأناس من الألمان أنفسهم قد اعتنقوا الإسلام على أيديهم، فأكبرنا هذا الجهد.
وليس منهم من علماء الشريعة أو فقهائها، ولكن الخير المبثوث فيهم والبذرة الحسنة التي أوجدت نتيجة التربية جعلت منهم دعاة إلى الله، فكانوا لا يدعون مجالاً من المجالات إلا ويتركون فيه أثراً حسناً، وهذه من علامات الرجل الصالح، حيثما حل يترك أثراً طيباً.
ثم تكررت زياراتي إلى أوروبا، ثم تكررت أيضاً إلى أمريكا من عام 1968 إلى 1996م، وكنت عقب كل زيارة أقوم بتقويم العمل وإعطاء التقارير عن المراكز ومدى حيويتها ونشاطها وأهليتها وحاجتها للدعم، وأذكر أنني في سنة 1968م حينما ذهبت وهي أول زيارة إلى أمريكا، وجلست فيها شهراً طوفت من شرقها إلى غربها، فكنت بفضل الله عز وجل أرى الشباب من جنسيات مختلفة، بما فيها جنسيات الدول الخليجية والجزيرة فحمدت الله عز وجل على ذلك، وإن لم تخني الذاكرة أيضاً أذكر أن فروع الـ «أم أس أي» كانت سبعة عشر فرعاً، وعقب كل زيارة وبين الزيارات ثلاث إلى أربع سنوات أقوّم زيارتي الثانية على ضوء الأولى، والثالثة على ضوء الثانية وهكذا فأجد أن الخط البياني في صعود، فأحمد الله عز وجل على أن البذرة قد نمت وكبرت واتسع نطاقها وكثرت أشجارها.
هذه المقدمة.. لأقول: إن الإمام البنا - رحمه الله - كانت عنايته الأولى رغم علمه المتبحّر والذي لم نعرف طول باعه في العلم وعمقه إلا قبل سنوات، حين بدأ إخواننا في إصدار وجمع كل ما كتب، وإذا بنا نواجه بعشرين مجلداً مما كتبه الأستاذ البنا في توجيهاته، سواء في الصحف، أو في حديث الثلاثاء، أو في مجلات الإخوان، وإذا بالرجل يتحرك بالإسلام وللإسلام ومع هذا ملتفت إلى صنع الرجال وبنائهم، وهذا الرجل ـ يرحمه الله ـ كما ذكر أخي سليمان الشطي كتب الرسائل الموجزة كل الإيجاز السهلة التناول ذات العبارة الواضحة، الجلية البعيدة عن الغموض وطرحها كمفاهيم أولية وقاعدة يتفقه فيها من ينتسب إلى هذه الدعوة، وسمّاها «رسالة التعاليم» وضمنها أركان البيعة العشرة، وكان في مقدمتها الفهم، وقال: إن تفهُّم الإسلام في حدود هذه الأصول العشرين الموجزة كل الإيجاز، ثم بدأها من أول ركن، أو أول أصل فيها، وقال: الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعاً، فهو دولة ووطن، وهو حكومة وأمة، وهو رحمة وقانون، وهو عدالة وقضاء، وهو جهاد، ودعوة، وهو جيش وفكرة... إلخ ذلك، ثم انتقل إلى الأصل الثاني ليقول: كيف نفهم هذا الإسلام وما مصدر فهمه؟ فقال: والقرآن الكريم والسنة المطهرة مرجع كل مسلم في تعرف أحكام الإسلام، والقرآن الكريم يفهم طبقاً لقواعد اللغة العربية من غير تكلف ولا تعسف، ويرجع في فهم السنة المطهرة إلى رجال الحديث الثقات، ثم يسترسل في ذكر بقية أصوله العشرين.
هذا الرجل العظيم الإمام المجدد الذي ولد في سنة 1906م، وانتقل إلى ـ رحمة الله إن شاء الله ـ في فبراير 1949م، يعني أنه عاش 42 سنة وبضعة أشهر، لكنك حينما ترى الأثر الذي تركه والجهود التي بذلها وتقسمها على هذه السنوات القصيرة، مقسماً هذه إلى أيام، ثم إلى ساعات تقول: كيف أوتي هذا الإنسان هذه البركة، أيها الإخوة، قد تعجبون إذا قلنا لكم: إن الأستاذ البنا قد جال في أكثر من سبعة آلاف قرية ومدينة في مصر، وهو مدرس ليست عنده إجازة إلا يوم الجمعة، يخرج يوم الخميس من المدرسة ليقوم بجولاته، هنا وعظ، وهنا محاضرة، وهنا درس، وهنا صلاة جمعة، وهنا تهجد، وهنا قيام، وهنا كتيبة، وهنا أسرة.
وهكذا، واستمر على هذه الحال، راتبه من مدرسته وجهده وهو مدرس، ولم يدع التدريس إلا في سنة 1946م حينما أخرج مجلة الشهاب لتكون على غرار مجلة المنار للشيخ محمد رشيد رضا، لأنه قد تولى إصدار المنار بعد وفاة الشيخ رشيد رضا رحمه الله، خمسة أعداد أصدرها بترشيح من الشيخ المراغي وبطلب من ورثة الشيخ رشيد رضا، فأراد أن يصدر مجلة علمية تكون زاداً للإخوان في تخصصاتهم، عند ذلك هجر التدريس من 1946م، ولم يطل به المقام ففي 8/12/1948م، حُلت جماعة الإخوان، وفي 12 فبراير 1949م اغتيل الإمام الشهيد من قبل أعوان الطاغوت.
أقول: هذا الرجل في عمره القصير استطاع أن يحقق جهداً وطاقة استنفدها في الدعوة إلى الله ليل نهار، فكانت تكفيه الساعات القصار في النوم، ويكفيه الأكل القليل، وكأن الله عز وجل أعطاه قوة ويقيناً وتحملاً للشدائد وصبراً على الرحلات وقهراً للذات، هذا الجهد الذي قام به الإمام البنا أيها الإخوة لم يكن بمعزل عن العالم الإسلامي، بل كانت العالمية قائمة فيه، فهو كما سطر أن دعوة الإخوان المسلمين تستمد عالميتها من الإسلام وشموله، فهي دعوة عالمية لا تختص بقطر دون قطر، كذلك عني عناية تامة بالعالم الإسلامي في بواكير أيامه، وأقول لكم مثالاً، وهذا لم أعلمه إلا من عشر سنوات، وكنت أكتب عن الأخ عبدالعزيز العلي المطوع أخو أبو بدر يرحمهما الله، وإذا بي وأنا أكتب ترجمته أجد في مجلة الإخوان المسلمين الصادرة يوم 22 صفر 1352هـ ـ الموافق 24/6/1933م، أن الإخوان قد افتتحوا لهم فرعاً في مدينة جيبوتي في الصومال سنة 1933م، بمعنى إذا كان تأسيس الجماعة سنة 1928م، فبعد خمس سنوات كان فتح فرع للجماعة خارج مصر.
الأمر الآخر أيها الإخوة، أن الأستاذ البنا في الوقت الذي ظهر فيه بدعوته كان المجتمع المصري إعلامه وسواده وعامته ونخبه ومثقفوه، تشغلهم قضية المصرية والفرعونية، وإذا بالأستاذ البنا لا يتكلم بهذا الكلام، وإنما يتكلم عن مصر ويجمع معها السودان ويردد أسماء: وادي النيل.. قضية وادي النيل.. مشكلة وادي النيل.. جهدنا في تحرير وادي النيل من الاستعمار البريطاني، المركز العام أيها الإخوة كان موئلاً لجميع الوافدين إلى مصر من أنحاء العالم الإسلامي، وقلَّ أن تجد زعيماً عربياً أو إسلامياً أو وطنياً جاء إلى مصر ولم يكن الإخوان في صدارة من احتضنه وقام بجهد له، وحتى لا أتكلم من الذاكرة سطرت بعض النقاط لعلها تسعفني وتسعفكم كنقاط تدركون فيها مدى اهتمام هذا الرجل بقضية وحدة العالم الإسلامي؛ لأنه منطلق من أن الإسلام دين شامل لكل مظاهر الحياة، وأنه دين البشرية كلها، وأن مهمته ومهمة أتباعه أن ينقلوا هذا الإسلام إلى العالم كله.

مفتي فلسطين

قلت لكم إن الجماعة أسست في سنة 1928م وكان عمره وقتها واحداً وعشرين سنة، وفي سنة 1931م أي بعدها بثلاث سنوات أرسل الإمام البنا رسالة إلى مفتي فلسطين محمد الأمين الحسيني يقول له بعد الديباجة: إن العالم الإسلامي كله يقدّر لكم حسن جهادكم وسديد رأيكم في الدعوة إلى هذا المؤتمر الإسلامي المبارك، لأن محمد أمين الحسيني، ومحمد علّوبة باشا، وآخرين قاموا بجولات في الهند وفي البلاد العربية، وأذكر أنهم جاؤوا أيضاً إلى «الزبير» و«الكويت»، وأشرت إلى هذا أيضاً في كتابي. ويقول: والإخوان المسلمون بالديار المصرية يرمقون نتيجة هذا المؤتمر بقلوبهم، وينتظرون المواقف المشرفة التي ترفع رأس الإسلام والمسلمين، ولا شك أن الإخلاص أساس النجاح وأن الله بيده الأمر كله، وأن أسلافكم الكرام لم ينتصروا إلا بقوة إيمانهم وطهارة أرواحهم، وأن جماعة الإخوان المسلمين تشارككم فيما تقررون، وتقاسمكم عبء ما تتحملون، ونقترح إنشاء صندوق مالي إسلامي لشراء الأراضي لئلا تقع في يد اليهود، ونقترح إنشاء لجان للدفاع عن المقدسات الإسلامية، يكون مركزها الرئيس في القدس، أو مكة المكرمة، وفروعها في العالم الإسلامي كله، كما نقترح إنشاء جامعة فلسطين، وإصدار صحيفة إسلامية، ونشر الثقافة الإسلامية، والعناية بالتوعية، والتوجيه والإرشاد بين الناس والعمل على تحقيق الوحدة الإسلامية، ووقف الهجرة الصهيونية».
أرأيتم أيها الإخوة هذا التفتح المبكر على العالم الإسلامي تم في سنة 1932م وكانت قد قامت مشكلة بين اليمن وإمامه يحيى، وبين السعودية وملكها عبدالعزيز في قضية الحدود، فقام نزاع محتدم وكاد أن يتطور، وإذا بالرجل يبعث لكلا الرجلين، لملك السعودية وإمام اليمن رسالة يقول لهما فيها: لابد أن تتفقوا فيما بينكم؛ فكلكم مسلمون وأن تفضوا النزاع بينكم بالطرق السلمية»، وفي سنة 1944م، توجه رحمه الله إلى الحج، وقابل الوفود هناك واجتمع بهم وألقى كلمة فياضة في جمع الكلمة، وكانوا يمثلون العالم الإسلامي، ونشرت هذه الكلمة في جريدة أم القرى المكية، وفي نفس العام، بعث الإمام البنا احتجاجاً شديد اللهجة للحكومة الفرنسية التي كانت تستعمر المغرب، محتجاً على اعتقال الزعيم محمد علال الفاسي، كما أرسل اعتراضاً واحتجاجاً شديد اللهجة على قانون الظهير البربري، الذي أصدرته فرنسا، وكانت ترمي من ورائه أن تعزل البربر عن العرب في المغرب، وأن تسلخهم من الإسلام كدين، وعن العروبة كلغة، وكانت تريد فرنستهم وتعليمهم.

مع عزالدين القسام

وفي سنة 1935م، اتصل الإمام البنا بالمجاهد عز الدين القسام، وأرسل أشخاصاً لمقابلته وكان منهم محمد أسعد الحكيم، وعبدالرحمن الساعاتي، وفي سنة 1936م، وجّه الإمام البنا نداء حاراً عاماً للإخوان المسلمين للتبرع وجمع المال لدعم المجاهدين في فلسطين، وانتشر الإخوان المسلمون في مساجد المملكة المصرية كلها يهيبون بالناس التبرع، وكتب أديب العربية بلا نزاع مصطفى صادق الرافعي، في مجلة «الرسالة» مقالة بعنوان: «قصة الأيدي المتوضئة»، لأنه كان حاضراً في المسجد وكان طالب الجامعة إذ ذاك عبدالحكيم عابدين، ومعه مجموعة من الإخوان معهم صندوق وكان يخطب في جمهور المسجد يحثهم على التبرع فحينما رأى الرافعي هذا المشهد تأثر وكتب كلمة أُوصي من لم يقرأها أن يقرأها، بعنوان: قصة «الأيدي المتوضئة»، جُمعت وطُبعت في كتاب «وحي القلم» وطُبعت في مجلة «الرسالة» لأحمد حسن الزيات.
وفي سنة 1939م، قام الإخوان المسلمون بتوزيع كتاب عنوانه «النار والدمار في فلسطين» وطبعوا منه كميات ضخمة، ووزعوه في أنحاء المدن المصرية كلها بالتعاون مع مفتي فلسطين، وترتب على هذا أن داهمت الحكومة المصرية مقرّات الإخوان وشعبهم، وصادرت ما وجدته من نسخ الكتاب واعتقلت الإمام البنا ومجموعة من الإخوان لمدة من الزمن ثم أفرجت عنهم، فكان رد البنا أن كتب في مجلة الإخوان مقالاً قال عنه بعد اعتقاله وخروجه «أول الغيث». واعتبر أن هذا من المبشرات، كما أصدر الإمام البنا عدداً خاصاً من مجلة «الإخوان» عن الجهاد في المغرب العربي ووضع على غلافه صورة الشيخ الزعيم

محمد علال الفاسي.


وفي سنة 1944م استضاف المركز العام للإخوان المسلمين مجموعة من زعماء المغرب العربي فيهم من تونس ومن الجزائر والمغرب، وكان بعضهم يقدّم لإلقاء حديث الثلاثاء في المركز العام للإخوان المسلمين، ثم يعقب البنا أو غيره من إخوانه ويشرح للسامعين قضية هذا البلد ومشكلته.
وفي سنة 1946م حينما أعلن استقلال سورية ولبنان بعث الإمام البنا رسالة تهنئة يحيي فيها استقلال سورية ولبنان عن الاستعمار الفرنسي وطالب بإطلاق سراح المجاهد عبدالكريم الخطابي، وحينما ذهبت إلى مصر للدراسة سنة 1949م كان لي شرف اللقاء به، كما التقيت بآخرين.
وفي سنة 1947م، ناشد الإمام البنا ملك الأردن التخلي عن مشروع سورية الكبرى، حيث طرحت بريطانيا مشروعاً اسمه «سورية الكبرى»، وكان مشروعاً استعمارياً، فناشد الإمام حسن البنا ملك الأردن إذ ذاك التخلي عن هذا المشروع ونبذه لأنه مشروع استعماري، وفي سنة 1947م أنشأ هيئة «وادي النيل» للدفاع عن فلسطين.
وفي سنة 1947م أوفد وكيل الجماعة صالح عشماوي إلى باكستان للتهنئة بقيام الدولة، وقابل صالح عشماوي، محمد علي جناح رئيس الدولة إذ ذاك، وفي سنة 1947م أيضاً استنكر الاعتداء الهولندي على إندونيسيا، وفي سنة 1947م أيضاً طالب الحكومة العراقية بأن تلغي معاهدتها مع بريطانيا لسنة 1920م، وطالب الحكومة المصرية بأن تلغي معاهدتها مع بريطانيا لسنة 1936م، وطالب حكومة الأردن بأن تلغي معاهدتها مع بريطانيا لسنة 1945م؛ لأنه يعتقد أن هذه المعاهدات معاهدات مكبّلة للأوطان الإسلامية، وفي صالح الاستعمار، كما أصدر فتوى وعممها بمقاطعة المستعمر البريطاني عسكرياً واقتصادياً وثقافياً، والامتناع عن شراء بضاعته أياً كانت.
وكان حماسه للوحدة أيها الإخوة بكل صورها وأشكالها؛ فهو يعتبر أن هنالك وطناً صغيراً اسمه «وادي النيل»، والوطن الكبير «العالم العربي»، والوطن الأكبر «العالم الإسلامي» هكذا إطلاقاته، وكانت هذه المسميات تطرح في إعلام الإخوان مسموعاً ومقروءاً.


أخلص من ذلك أيها الإخوة بإيجاز، وأنا لست من فرسان هذا الميدان، ولكني أقول: لقد اتصف الأستاذ البنا بما يلي:


* فكره: استقاه من الكتاب والسنة وما أجمع عليه سلف الأمة، فدعوته إسلامية المصدر، إسلامية المنطلق، إسلامية الغاية، إسلامية الوسيلة.
* أسلوبه: جمع الأمة على المتفق عليه من الأمور والبعد عن مواطن الخلاف والاتجاه إلى التجميع والتوفيق، لا التنفير والتفريق، والدعوة إلى الحب في الله، وتقوية روابط الأخوة الإسلامية.
*منهجه: التعامل مع الجوانب الخيرية في كل إنسان وتنميتها على حساب الجوانب السلبية، والعناية بالتكوين والبناء التربوي المتكامل.
* نظرته: عالمية شاملة تستمد عالميتها من عالمية الإسلام وشموله، وتمتد دعوته لتشمل العالم العربي والإسلامي كله، والآن للإخوان أكثر من سبعين فرعاً ولله الحمد في الدول العربية والإسلامية والأجنبية.
* أخلاقه رحمه الله: عدم اللجاج والخصام مع الأفراد والجماعات، وتبيان الحقائق بأدلتها، ومقابلة السيئة بالحسنة، وخفض الجناح والتواضع للمسلمين عموماً، وإشاعة الحب في الله بينهم، والبعد عن هيمنة الكبراء، وأصحاب النفوذ والمال، والصبر على البلاء والمحن من الأفراد والجماعات والحكومات، واحتساب ذلك كله عند الله عز وجل وعدم مقابلة السيئة بمثلها، ويتضح ذلك أيها الإخوة بالشعار المرفوع للإخوان والمدون في أدبياتهم، الشعار المتكرر الذي كان ومازال: الله غايتهم، القرآن شرعتهم، الرسول قدوتهم الجهاد سلبيهم، الموت في سبيل الله أسمى أمانيهم.


http://www.egyptwindow.net/Details.aspx?Kind=23&News_ID=382

ليست هناك تعليقات: