حذَّر الشيخ علي عبد الباقي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف من الآثار السلبية؛ لاحتمال موافقة الشعب السويسري خلال الاستفتاء الذي يُجرى نهاية شهر نوفمبر 2009م، حول مقترح يحظر بناء مآذن جديدة في بلادهم، بدعوى أنها "تهدِّد الأمن والسلم الاجتماعي، ولا تتناسب مع القيم الديمقراطية والليبرالية التي تتمتع بها سويسرا".
واعتبر عبد الباقي، في تصريح له الجمعة؛ هدم المآذن أو حظر بنائها بالمساجد إهانة تسيء إلى مشاعر المسلمين، رافضًا اعتبار بناء مآذن مصاحبة لبعض جوامع أو مساجد المسلمين بأنه تهديد للثقافة والخصوصيات؛ سواء السويسرية أو غيرها.
وأوضح أن هذا التوجه الفكري يضر بجهود الحوار والتفاهم بين المسلمين والغرب وبين الحضارات الغربية والشرقية وبمحاولات القضاء على الإرهاب، كما قد يساهم في نشر روح الكراهية بين المسلمين والغرب، في الوقت الذي يدعو فيه الإسلام إلى نبذ الإرهاب والتشدد وإزكاء روح التعاون والسلام.
وأعرب عن أمله في أن يتخذ الشعب السويسري القرار الصحيح بالتأكيد على رفض أي علاقة بين بناء المآذن بالمساجد و"نشر الكراهية، أو الإضرار بالخصوصية السويسرية؛ خاصةً أن سويسرا دولة حياد ونزاهة وديمقراطية وحقوق الإنسان".
وكان أمين عام مجمع البحوث الإسلامية قد التقى بوفد سويسري، ونقل إليهم تلك الرؤى، وأوضح لهم الشعائر الطيبة التي يدعو إليها الإسلام، ووضع المساجد في الإسلام، ووضع المآذن كشعيرة إسلامية.
ومن المقرر أن يُجرى الاستفتاء 29 نوفمبر الجاري على مقترح تقدمت به بعض الأحزاب السويسرية اليمينية المتشددة، حول ما إذا كان بناء المآذن الجديدة في سويسرا يهدِّد الأمن والسلم الاجتماعي، ولا تتناسب مع القيم الديمقراطية والليبرالية التي تتمتع بها سويسرا أم أنها علامة على التحضر والتسامح والديمقراطية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق