- الأطباء تعرضوا للهجمة الأمنية الكبرى للدفاع عن غزة
- تلفيق القضايا واعتقال رموز الإغاثة محاول فاشلة
- طلاب الجامعات ضحية التعسف الأمني وتخاذل الإدارة
تقرير- محمد يوسف:
"سلم نفسك المكان كله محاصر.. أنت متهم بمساندة غزة"، جملة رددها ضباط جهاز مباحث أمن الدولة كثيرًا في اقتحاماتهم المتكررة لمنازل المواطنين قبل وأثناء وعقب الوقفات الاحتجاجية التي نظمتها القوى الوطنية لمساندة قطاع غزة الذي تعرض لعدوان صهيوني همجي أوائل العام الجاري وسط صمت عربي ودولي مخزٍ.
الكل كان متهمًا.. الكل كان محاصرًا.. الكل كان مطاردًا، الوضع في شوارع القاهرة وميدان رمسيس والقصر العيني وعبد الخالق ثروت وأزقة الشرقية والمنوفية والبحيرة وأسوان شبيهة بشوارع غزة، ورفح وخان يونس، العسف العسكري في كل مكان، الاختلاف أن هناك عدوًّا صهيونيًّا يقتل ويذبح، وهنا عصا أمنية متجبرة تعتقل وتحاكم.
عام على العدوان الصهيوني ولا يزال النظام الحاكم وأجهزته الأمنية تطارد الشرفاء من نقابيين ومهنيين وطلاب وسياسيين، عام على العدوان ولا تزال تهمة مساندة غزة جاهزةً في حال إقامة أي من الفعاليات من مؤتمرات أو وقفات احتجاجية أو تقديم تبرعات تساعد أهالي غزة على الخروج من مأسآتهم.
دفع الثمن |
قوات الأمن عرقلت مسيرات الإخوان لمناصرة غزة واعتقلت المئات منهم |
وكالعادة تحملت جماعة الإخوان المسلمين العبء الأكبر في الدفاع عن قطاع غزة ومناصرته؛ حيث خرجت المسيرات الاحتجاجية، وانطلقت القوافل الطبية والإغاثية، وهي ما قابلها التعسف الأمني وتجبره؛ حيث اعتقلت الأجهزة الأمنية العشرات طوال فترة العداون الصهيوني على قطاع غزة وصل عدد لأكثر من 2000 من أعضاء الجماعة وأنصارها في محافظات مصر المختلفة والتهمة "مساندة غزة"!!.
ولم تكتف العصا الأمنية باعتقال المشاركين في الوقفات والمسيرات التضامنية بل قامت باعتقال المسئولين عن لجان الإغاثة بالنقابات المهنية مثل المهندس علي عبد الفتاح من الإسكندرية والدكتور أحمد رامي عضو مجلس نقابة الصيادلة من القاهرة، والدكتور عبد الغفار صالحين أمين عام صيادلة القاهرة، والدكتور جمال عبد السلام مقرر لجنة القدس باتحاد الأطباء العرب وغيرهم كثير والتهمة أيضًا "مساندة غزة"!!.
وتوغلت يد البطش الأمنية لتقوم بمنع الندوات والمؤتمرات الجماهيرية المساندة لشعب غزة بالقاهرة والمحافظات؛ حيث قامت بمنع المؤتمر بنقابة الأطباء بدار الحكمة والتجاريين والمهندسين واعتقال أكثر من 300 من المواطنين، وكان ذلك هو الحال في دمياط والبحيرة والمنوفية والإسكندرية والغربية والشرقية؛ حيث قام الأمن باعتقال العشرات من المواطنين المشاركين في تلك المؤتمرات والتهمة الجاهزة "مساندة غزة"!!.
تلفيق
وامتددت الحبكة الأمنية للقضاء على أي صوت ينادي بمساعدة غزة؛ حيث قامت بتأليف قصة ما عُرفت إعلاميًّا بـ"قضية التنظيم الدولي للإخوان- 404 أمن دولة"، والتي اعتقل بسببها لأكثر من 5 أشهر د. عبد المنعم أبو الفتوح الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، ورئيس لجنة الإغاثة والطوارئ، ود. أشرف عبد الغفار أمين عام لجنة الإغاثة الإنسانية بنقابة أطباء مصر، ود. جمال عبد السلام مقرر لجنة القدس باتحاد الأطباء العرب، وأمين مساعد نقابة أطباء القاهرة، ود. أسامة نصر الدين الأستاذ بمعهد البحوث الطبية بالإسكندرية، ود. إبراهيم مصطفى مدير مشروع علاج الأطباء وأسرهم، ود. محمد سعد عليوة أمين صندوق نقابة أطباء الجيزة، د. عصام الحداد رئيس مجلس إدارة المجموعة العربية للتنمية.
وأكدت العديد من المصادر السياسية والإعلامية أن النظام الحاكم شعر بحرجٍ كبيرٍ من الدور الإغاثي الذي قام به أطباء الإغاثة من الإخوان قبل وأثناء وبعد العدوان الصهيوني على قطاع غزة فأراد النظام أن يرد لهم "الصفعة" باعتقالهم وتشويه صورتهم أمام الرأي العام، ولإيصال رسالة مفادها "على الجميع أن يحذر مَن يسلك مسلك هؤلاء سيكون الاعتقال والمصادرة والتشويه مصيره".
ولم يكن الأطباء هم ضحايا العصا الأمنية لمواقفهم الإنسانية فقط بل انضم إليهم العديد من النقابيين والمهنيين كالمهندسين والبيطريين والمعلمين؛ حيث اعتقلت الأجهزة الأمنية بالشرقية 20 معلمًا بالمحافظة بعد مشاركتهم في وقفة احتجاجية أمام نقابة المعلمين بمدينة الزقازيق، وعددًا من التجاريين والبيطريين والصيادلة والعلميين.
الفصل والتأديب
واستمرارًا للبطش الأمني تعرَّض العشرات من طلاب الإخوان بالجامعات المصرية للفصل التعسفي من كلياتهم على خلفية مشاركتهم في الوقفات والمسيرات السلمية التي دعت الشعبين المصري والعربي للوقوف بجانب أهالي قطاع غزة، أو نتيجة تعليقهم لافتات تدعو لإنقاذ الشعب العربي الشقيق، حيث تعاونت إدارات الجامعات مع الأمن وقدم العشرات منهم لمجالس تأديب، وإصدار قرارات بالفصل بالجملة والتهمة "مساندة غزة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق