أكد إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني أن حركة "حماس" لن تتراجع عن نهج مقاومتها للاحتلال الصهيوني، وأنها ستعمل كلَّ ما بوسعها لتحقيق حلم الشعب الفلسطيني بالاستقلال، وتحقيق حريته وعودته واستقلاله.
وانتقد هنية- في كلمة له خلال حفل مهرجان انطلاقة حركة "حماس"؛ الذي أُقيم على أرض الكتيبة الخضراء وسط مدينة غزة، وشارك فيه مئات الآلاف- الأصوات التي تتهم حركة "حماس" بمحاولة إقامة إمارة إسلامية في قطاع غزة، مؤكدًا أن تحرير القطاع جاء كخطوة أولية لتحرير كامل التراب الفلسطيني المغتصب منذ عام 48.
وتطرَّق هنية إلى العدوان الصهيوني الغاشم الذي شنَّه الاحتلال الصهيوني أواخر العام الماضي على قطاع غزة، مؤكدًا أن "حماس" خرجت من هذا العدوان قويةً رغم كل المؤامرات التي ما زالت تُحاك ضدها.
وقال: "حماس لم تسقط رغم الحرب والعدوان والقتل والدمار، بل من سقط هم قادة العدو الصهيوني وحلفاؤهم الذين صبغوا أنفسهم بالصبغة الصهيونية".
|
هنية يرفع علمي فلسطين وحماس خلال الاحتفال |
واستعرض هنية تاريخ حركة "حماس" منذ تأسيسها، مؤكدًا أن الحركة مرت بمراحل عدة؛ من الاعتقال والإبعاد والاغتيالات، شكَّلت نقطة انطلاق لها من الدائرة الإقليمية إلى الدائرة الدولية، ولم تؤدِّ إلى إنهاء وجودها كما كان يعتقد العدو".
وأضاف قائلاً: "حماس تعرَّضت لثلاث خطط لإنهائها سياسيًّا وعسكريًّا تلخَّصت الخطة الأولى؛ في محاولةٍ لترويض الحركة سياسيًّا، من خلال الاعتراف بالاتفاقيات السابقة وبشروط الرباعية، لكنها باءت بالفشل، وسقطت خطة الترويض والاحتواء التي كان العدو الصهيوني والإدارة الأمريكية يركضان خلفها.
وأردف هنية: "أما الخطة الثانية فتلخَّصت في تجفيف منابع الحركة بعد دخولها المعترك السياسي وتشكليها الحكومة العاشرة؛ من خلال تجفيف منابعها المالية وإغلاق المعابر الخاصة بالبضائع والأفراد، وحصارها إقليميًّا ودوليًّا، لكنَّ هذه الخطة فشلت وانهزمت والحصار قد فشل".
وتابع: "أما الخطة الثالثة فكانت بالاستئصال، فشُّنوا الحرب على قطاع غزة، وكانت حربًا لم تشهد لها المنطقة مثيلاً، وتواطأ عليها بعض القوى المحسوبة على الشعب الفلسطيني، ظانين أن قطاع غزة سيسقط في ثلاثة أيام، لكنَّ هذه الخطة فشلت هي الأخرى ولم يحقق الاحتلال أهدافه التي كان يسعى إليها".
وجدَّد هنية تأكيد حركته ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني بأسرع وقت ممكن؛ لما له من آثارٍ سلبيةٍ في المجتمع.
|
الآلاف في ساحة الاحتفال بانطلاقة حماس الـ22 |
وقال: "منذ اللحظة الأولى للانقسام مددنا أيديَنا للحوار وتقدَّمنا برؤى واضحة لإتمام المصالحة الفلسطينية؛ من أجل استعادة الوحدة الوطنية، وإنهاء هذا الخلاف، لكنْ للأسف الشديد هذه الرغبة وهذه المرونة قوبلت بكثير من التشدد والمواقف البالية من قِبَل بعض الأطراف الفلسطينية، من خلال تمسكها بالشروط الأمريكية والصهيونية، لكنْ وبعد كل ذلك أقول إننا قدمنا، ومستعدون لأن نقدم، الكثير لاستعادة الوحدة الوطنية".
ونصح هنية حركة "فتح" بمجابهة الضغوطات والإملاءات الصهيونية والأمريكية لإتمام المصالحة، قائلاً: "لقد آن الأوان لنتجاوز فتنة الأمس ونفتح باب المصالحة وفقًا لمصالحنا الإستراتيجية ولنوحد صفوفنا في مواجهة الاحتلال".
وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني حركتي "حماس" و"فتح" بتهدئة التوتر الإعلامي بين الجانبين ووقف التحريض؛ حرصًا على المصلحة الفلسطينية العليا.
وتطرَّق هنية للأوضاع الإنسانية والاحتلالية في القدس المحتلة، ودعا الفصائل الفلسطينية والأمتين العربية والإسلامية إلى الوقوف صفًّا واحدًا ويدًا بيد لإنقاذ المسجد الأقصى قبل أن يُقصَى والقدس قبل أن تهوَّد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق