نظم المئات من المواطنين الفلسطينيين مظاهرة حاشدة مساء اليوم الإثنين (21/12) قرب "بوابة صلاح الدين" على الحدود الفلسطينية- المصرية؛ دعت إليها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"؛ احتجاجًا على "الجدار الفولاذي" الذي شرعت السلطات المصرية في إقامته مؤخرًا وسط مطالباتٍ برفع الحصار الجائر عن القطاع لا تعزيزه.
وشدد الدكتور سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة "حماس"، في مؤتمرٍ صحفيٍّ عقب الاعتصام؛ على ضرورة وقف بناء "جدار الموت الفولاذي" الذي له انعكاساتٌ خطيرةٌ على الشأن الفلسطيني، قائلاً: "(حماس) تتابع بقلقٍ بالغٍ أعمال البناء التي تتم على قدمٍ وساقٍ بالرغم من استمرار الحصار وبالرغم من المسئولية الأخلاقية والدينية على مصر والأمة العربية"، مشددًا على أن بناء الجدار أمرٌ غير مُبرَّرٍ.
وأكد أن الجدار لن يؤديَ إلا إلى خنق الشعب الفلسطيني في غزة، داعيًا إلى الانتباه إلى خطورة التداعيات المترتبة على بنائه، مستهجنًا تصريحات محمود عباس الداعمة لبناءَ "جدار الموت الفولاذي"، مؤكدًا أن ذلك دليلٌ إضافيٌّ على تورُّطه في حصار غزة ومعاداتها.
ودعا المتحدث باسم "حماس" الأطراف العربية إلى الخروج عن حالة الصمت وتحمُّل مسئولياتها بكسر الحصار عن غزة، مطالبًا مجلس الشعب المصري والشخصيات والمؤسَّسات المصرية على اختلاف توجُّهاتها؛ إلى الوقوف في وجه سياسة الخنق التي يتعرَّض لها سكان القطاع.
|
د. سامي أبو زهري |
وعرض تفاصيل الجدار الذي يتم إقامته، مبينًا أنه مشروعٌ مزدوجٌ؛ الشق الأول منه قطع فولاذية تدق في الأرض يتداخل بعضها في بعض؛ يزيد سُمك الواحدة منها عن 15 سنتيمترًا ويصعب اختراقها، والخطوة الثانية إيصال أنبوب ضخم من طرف البحر على جانب الحدود سيتفرَّع منه أنابيبُ عاموديةٌ داخل الأرض بعمق 30 مترًا، ثم تُضَخّ المياه من البحر عبر هذه الشبكة، وستتحلل الأرض، ومن ثم تمنع الأنفاق بشكلٍ كاملٍ.
وقال إن ذلك سيؤدي إلى انهياراتٍ ترابيةٍ تؤثر في الأرض الفلسطينية؛ وهو الأمر الذي يدحض القول بأن إقامة الجدار شأنٌ مصريٌّ داخليٌّ، وأضاف: "نقف اليوم في هذا المكان على الحدود المصرية- الفلسطينية ببالغ الألم ونحن نتحدث عن جدارٍ يُبنَى على حدودنا مع الأشقاء، لا بيننا وبين الاحتلال، إنما على طرف أرضنا، وبيننا وبين أشقائنا ونحن نتعرَّض للقتل والحصار والتجويع".
وشدد على أن كل محاولات كسر إرادة الشعب الفلسطيني وإرادة حركة "حماس"- سواء أكانت عبر هذا المشروع أم غيره- لن تفلح.
من جانبه قال القيادي في حركة "حماس" منصور بريك في كلمته خلال الاعتصام: "نقف على بوابة صلاح الدين التي دخلها القائد صلاح الدين.. نقف في ذكرى حرب "الفرقان" والقلب يعتصر ألمًا والعين تذرف دمعًا".
وأضاف: "ما جئنا إلا لنعلن رفضنا واحتجاجنا على هذا "الجدار الفولاذي" الذي يكرِّس الحصار الخانق على غزة التي تحمل الخير كل الخير إلى أمتنا، ومصر على وجه الخصوص". مشيرًا إلى أن غزة يعيش فيها أكثر من 23 ألف مُشرَّد بعد تدمير منازلهم في الحرب الأخيرة، متسائلاً: "لماذا يُبنَى هذا الجدار؟! غريبٌ هذا الأمر.. أن تتحدث كارين أبو زيد وتصف الجدار بأنه "وصمة عار على من يقفون خلف إنشائه"، في حين ينفذه بعض العرب".
وتابع: "أمرٌ غريبٌ أن يتحرَّك جورج جالاوي ومن معه من أقصى الأرض؛ يتكبَّدون العناء ليهبُّوا لنصرة غزة وإيصال المساعدات الغذائية والأدوية إلى الشعب المُحاصَر، في حين تنتظر حكومات عربية قرارات من مجلس الأمن لكسر الحصار".
وشدد على أن الشعب الفلسطيني لن يشكل خطرًا على الحدود المصرية ولا غيرها، قائلاً: "عدونا معروفٌ للجميع؛ هو الكيان الصهيوني الغاصب الذي يهوِّد القدس، ويحفر تحت الأقصى، ويدمِّر البيوت، ويعتقل المجاهدين.. عدونا واضحٌ، ولن تحيد بنا البوصلة، ونحن ماضون في مقاومة العدو حتى يندحر ويجر أذيال الهزيمة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق