مرحبا

لا لجدار العار جدار الذل

ادخل وشارك برايك وقل لا لجدار العار جدار الذل

خدمات الموقع

HELP AQSA

break

الأربعاء، 2 ديسمبر 2009

"حظر المآذن"... تعددت الأشكال والعنصرية واحدة!!

"حظر المآذن"... تعددت الأشكال والعنصرية واحدة!!

[21:53مكة المكرمة ] [01/12/2009]

- هويدي: موجة متصاعدة للعنصرية والقادم أسوأ في دول أخرى

- د. الأشعل: محكمة حقوق الإنسان يمكن أن تنصف المسلمين

- د. البري: الأمة مطالبة بالاستيقاظ من غفلتها ومعرفة عدوها

- د. الشوبكي: جماعات ضغط على الحكومة من مسلمي سويسرا

- د. البنا: عهدنا ذلك من الغرب منذ مئات السنين

تحقيق- خالد عفيفي:

ردود فعل غاضبة ومنددة... إدانات واسعة... بيانات شجب واستنكار من مختلف الدول والمنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة... تلت موافقة السويسريين بأغلبية 57.5% على قانون يحظر بناء المآذن في البلاد، على الرغم من رفض الحكومة والبرلمان للاقتراح الذي قدمه أحد الأحزاب اليمينية المتطرفة.

وأعادت تلك الأحداث إلى الأذهان من جديد كافة الفعاليات المصاحبة لمظاهر العنصرية الغربية تجاه كل ما هو إسلامي، والتي تكررت في الآونة الأخيرة على نحو غير مسبوق، فلا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن منع طالبة محجبة في دولة أوروبية من دخول المدرسة، أو طرد محامية مسلمة محجبة من قاعة محكمة، أو قانونًا يمنع المسلمات من دخول المدارس وهن مرتديات لحجابهن، فضلاً عن أزمة الرسوم المسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى غير ذلك من الأحداث التي باتت تشكل روتينًا طبيعيًّا أصبح يعاني منه مسلمو أوروبا بشكل كبير.

ولكن الجديد هذه المرة أن ما وافق السويسريون على منعه؛ هو مظهر من مظاهر الإسلام غير المتعلقة بسلوك ديني أو تشدد أو غلو في ممارسة الشعائر.

وتعكس تلك الوقعة أيضًا المدى الذي وصلت إليه الشعوب الغربية من الخوف والرعب مما يسمونه "أسلمة أوروبا"، إلى حد مطالبة كثير منهم بطرد المسلمين من أوروبا، ووقف هجرتهم إليها، أو اعتبارهم "محظورين"!!

الأخطر في هذه الأزمة يتمثل في التبعات والنتائج المترتبة عليها، واحتمالية امتداد تلك الدعاوى وانتشارها في أنحاء أوروبا؛ وهو الأمر الذي طالبت به أحزاب يمينية في هولندا وإيطاليا حتى كتابة هذه السطور.

فإلى أي مدى يمكن أن تجتاح العاصفة الجديدة من العنصرية دولاً أوروبية أخرى؟ وكيف لدولة منعزلة مثل سويسرا؛ طالما تشدقت بالديمقراطية واحترام الحريات أن تُقبل على مثل هذه الخطوة؟ وهل تتحمل شعوب وحكام العالمين العربي والإسلامي مسئولية فيما حدث؟ وما هو وضع مسلمي أوروبا؟ وكيف يستطيعون التعاطي مع الأزمة واستعادة حقوقهم؟ وهل يوجد مخرج قانوني أو وسيلة قانونية لإلغاء نتيجة الاستفتاء؟

(إخوان أون لاين) فتح الملف وأجاب عن تلك الأسئلة وغيرها بصحبة مجموعة من رجال الدين والفكر والقانون والسياسة، في التحقيق التالي:

أمواج عاتية

الصورة غير متاحة

فهمي هويدي

بداية يقول الكاتب والمفكر الكبير فهمي هويدي: "إن الاستفتاء الذي جرى في سويسرا يأتي ضمن موجة أوروبية متصاعدة من العداء للإسلام ومتخوفة من المسلمين، ومن كل ما يمت للإسلام بصلة"، مشيرًا إلى أن تلك الموجة تحذِّر دائمًا من خطر ما تسميه "أسلمة أوروبا".

وأضاف أن هذه الموجة تتمحور في اتجاه واحد، ولكنها تأخذ أشكالاً مختلفة مثل "الرسوم الكاريكاتورية المسيئة" للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والحملات الصحفية، والمطالبات البرلمانية، وغيرها من الوسائل.

وأضاف أن المآذن ليست مهمة في ذاتها، ولكن في دلالتها التي تعبر عن مدى الكره والعداء والاستهانة والنفور من الإسلام والمسلمين، موضحًا أن المساجد في العصر النبوي خلت من المآذن، وجعل المسلمون للمساجد منذ بداية الرسالة وظيفة معينة لا تدخل المأذنة في جزء منها.

وأضاف هويدي أن الحدث ينال مما يدعيه الغرب من قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر واحترام الأديان والعبادات.

وحذّر من عواقب وخيمة تفتح الباب على مصراعيه أمام مطالبات مماثلة في العديد من بلدان أوروبا، داعيًا المسلمين هناك إلى التزام الهدوء في التعامل مع الأزمة، واستخدام الأساليب القانونية والديمقراطية لاستعادة حقوقهم.

وقال هويدي: "إن موجة العنصرية الغربية تجاه المسلمين في أوروبا تطالب بأمرين لا ثالث لهما، إما إنهاء الوجود الإسلامي في أوروبا، أو اعتبار المسلمين هناك محظورين".

مهاجرون "بلا ثمن"!

الصورة غير متاحة

د. عبد الله الأشعل

وقال الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق وأستاذ القانون الدولي: إن رفع دعوى قضائية في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لإلغاء نتيجة الاستفتاء أمر وارد بشدة، نظرًا للمعايير التي تضعها المحكمة، والتي منها عدم التمييز أو اتخاذ إجراء ينطوي على تمييز عنصري؛ الأمر المتوفر في تلك القضية.

وأوضح أنه على الرغم من إلزامية الحكم الذي من المحتمل أن تصدره المحكمة على الحكومة السويسرية، إلا أن الخوف يبقى مسيطرًا على علاقات المسلمين هناك بالمجتمعات التي يعيشون فيها.

وأطلق د. الأشعل تحذيرات قوية من تبعات الاستفتاء، والتي يمكن أن تصل إلى حد منع بناء المساجد، مشيرًا إلى ما أوردته صحيفة (لوموند) الفرنسية، على الرغم من إدانتها لنتيجة الاستفتاء، إلا أنها قالت: إن المجتمعات الأوروبية "ترتعد" إزاء ترسخ الإسلام فيها.

وطالب حكومات العالم الإسلامي بمواجهة الحكومة السويسرية، وتحذيرها من خطورة مناخ التطرف على مساعي إدماج المسلمين في المجتمعات الأوروبية.

واتهم د. الأشعل الحكومات العربية والإسلامية بالتسبب في الأزمة منذ بدايتها؛ حيث أجبرت الشباب على الهجرة نتيجة الظروف السياسية والاقتصادية المحتقنة في بلادهم؛ فأصبح المهاجرون "بلا ثمن"، مهما علت مناصبهم وارتقوا اقتصاديًّا واجتماعيًّا هناك.

غفلة ويقظة

الصورة غير متاحة

د. عبد المنعم البري

وقال الدكتور عبد المنعم البري أحد علماء الأزهر الشريف: إن المسلمين صُدموا صدمة شديدة؛ حيث كانوا يعتبرون سويسرا من الدول الناجحة الحائزة على ثقة الجميع في كل شيء بطابعها الحيادي، وما تنادي به من رفع لواء الكرامة الإنسانية، مضيفًا: "كنا نتمنى من الشعب السويسري وحكومته أن يتم تطبيق ولو جزء بسيط مما ينادون به ليل نهار".

وأشار إلى تاريخ عميق من الاضطهاد والتعصب والعنصرية الغربية تجاه المسلمين، مذكرًا بوقعة إبادة الرومان للمسلمين في جزيرة البندقية الإيطالية لطباعة أول مصحف شريف في التاريخ، وتسمية المدينة بـ "فينسيا"، بعدما قال: إن المدينة "انتهت" باللغة الإنجليزية "finish".

وقال: "للأسف كلما نحاول أن يندمل جرح عميق، ونطهر سجلات أوروبا من إرث العنصرية، نفاجأ بما هو أسوأ وأبشع، ولا نحتكم هنا إلا إلى الله عزَّ وجلَّ، وهو يتولى الفصل بيننا وبينهم؛ لأنهم يتلمسون العداء لأتفه الأسباب".

وطالب د. البري شعوب الأمة بالاستيقاظ من غفلتها، والعدول عن ثقتها في هؤلاء الناس، متحدثًا بلغة شديدة اللهجة: "آن للأمة أن ترجع إلى دستورها وقرآنها"، مذكرًا بقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ (الرعد: من الآية 11).

جنس ثالث

الصورة غير متاحة

د. عمرو الشوبكي

من جانبه، أكد الدكتور عمرو الشوبكي الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بـ(الأهرام) أن ما حدث يتعارض بشدة مع المبادئ الديمقراطية التي يفترض أن المجتمعات الأوروبية تطبقها، مشيرًا إلى تفهمه لموقف المجتمعات الأوروبية المتخوف من الإسلاميين المتشددين؛ ولكنه في الوقت ذاته لا يجد مبررًا لموقفهم من مجرد مظهر ديني.

وأضاف أن المسيطر على أوروبا الآن هو خلط بين ما يسمونه "التطرف الإسلامي" من جانب، والمسلمين من جانب آخر؛ الأمر الذي يؤدي إلى تطبيق الديمقراطية على الجنس المسيحي الأبيض، واستثناء المسلمين منها باعتبارهم جنس آخر.

واستبعد د. الشوبكي أن تكون سويسرا القاطرة التي تقود أوروبا إلى موجات متتالية من مظاهر العنصرية ضد المسلمسن؛ نظرًا لتاريخها الاتحادي المنعزل، وثرائها الفاحش، إلا أنه قال: إنها ستؤثر بلا شك ولكنها "لن تقلب الموازين".

وشدد على أنه لا يعوِّل كثيرًا على الحكام العرب والمسلمين في التعاطي مع الأزمة، مشيرًا إلى الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه المسلمون المقيمون في أوروبا والجمعيات الحقوقية الرافضة للاستفتاء في تشكيل جماعات ضغط حقيقية على الحكومة السويسرية وغيرها ضد الاتجاه العنصري المتزايد.

ونبّه د. الشوبكي إلى ضرورة أن تعي الشعوب العربية والإسلامية، وتدرك أن مسلمي أوروبا يحاربون في دول هم فيها أقلية، ولا نناقش القضية كأن تلك البلاد إسلامية.

الكيل بمكيالين

الصورة غير متاحة

د. عاطف البنا

وقال الدكتور عاطف البنا أستاذ القانون الدستوري بجامعة القاهرة: إن ما حدث ليس مستغربًا على المجتمعات الأوروبية التي تعودنا منها على ذلك منذ مئات السنين، عبر كمٍّ هائل من الحروب العنصرية ضد المسلمين.

وأضاف أن تلك الوقعة إن دلت على شيء إنما تدل على عنصرية بغيضة وتعصب أعمى، مشيرًا إلى تناقض الغرب مع نفسه فيما يطرحه من شعارات عن الحريات وحقوق الإنسان، في الوقت الذي نجده فيه أول من انتهكها.

وطالب مسلمي أوروبا والشعوب الإسلامية جميعًا أن تتخذ خطوات جادة في السعي نحو تصحيح صورة الإسلام المشوهة لدى الغرب، والتي تزايدت بشكل مطرد منذ أحداث سبتمبر 2001م.

وتوّقع د. البنا مزيدًا من الإجراءات القمعية والتعسفية ضد المسلمين في سويسرا وغيرها من بلدان أوروبا، وليس أدل على ذلك من الدعوات المتصاعدة في هولندا وإيطاليا بحذو خطى سويسرا في هذا الاتجاه، محذِّرًا من موجة كرهٍ واحتقان شديدتين بين الغرب والمسلمين في الفترة المقبلة يمكن أن تسفر عن مزيد من أعمال العنف المتبادل.

http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=57191&SecID=271

ليست هناك تعليقات: